نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( الخلاصة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 148
ولقد استمال معاوية بما أغدقه من الأموال حتى ابن عم الإمام عبيد الله بن عباس . وثانيهما - سلاح الارهاب ، فقد اغتنم معاوية فرصة التفكك والاختلاف في جيش الإمام علي ، فسير مجموعة من السرايا إلى الأقاليم الموالية للإمام علي وهي : عين التمر ، هيت ، الأنبار ، المدائن ، تيماء ، واقصة ، الجزيرة ، وأمر جيوشه بقتل كل من يجدونه على طاعة علي ، وبإهلاك الحرث والنسل ، ونهب الأموال . ثم وجه بسر بن أرطأة بجيش سار إلى المدينة ومنها إلى مكة ، ثم إلى اليمن ، فأحدث من المجازر الجماعية ما أحدث ، وقتل كل من كان في طاعة الإمام علي بمن في ذلك الأطفال الصغار ، ومن جملة القتلى ابني والي اليمن عبيد الله بن عباس وكانا طفلين صغيرين ، وإن ما فعلته جيوش معاوية هذه بالمسلمين لم يفعله أي غزاة في تاريخ العالم ( 54 ) . فجع قلب الإمام لما فعلته عساكر معاوية ، ودعا الناس إلى الجهاد ، وقال : إني معسكر في يومي هذا ، فمن أراد الرواح إلى الجنة فليخرج ، ووزع الرايات ، فعقد راية للحسين ، وأخرى لأبي أيوب الأنصاري ، وثالثة لقيس بن سعد ( 55 ) . وبينما كان الإمام يستعد لمعاقبة معاوية ، غدر به عبد الرحمن بن ملجم المرادي في صلاة الفجر صبيحة التاسع عشر من رمضان ، فضربه وهو ساجد على رأسه بسيف مسموم ، فسقط الإمام الذي لم يسقط قط ، وانتقل إلى رحمة ربه بعد أن عالج الموت ثلاثة أيام ، وعهد بالأمر من بعده لابنه الحسن ، قائلا : يا بني ، أمرني رسول الله أن أوصي إليك ، وأن أدفع إليك كتبي وسلاحي ، كما أوصى إلي ودفع إلي كتبه وسلاحه ، وأمرني أن آمرك إذا حضرك الموت أن تدفعها إلى أخيك الحسين ، ثم أقبل على ابنه الحسين فقال : وأمرك رسول الله أن تدفعها إلى ابنك هذا ، ثم أخذ بيد علي بن الحسين وقال له : وأمرك
148
نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( الخلاصة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 148