نام کتاب : القطوف الدانية نویسنده : عبد المحسن السراوي جلد : 1 صفحه : 132
كانوا يتكلمون بكلام الجاهلية الباطلة فلما استقرت قواعد الإسلام وتمهدت أحكامه واشتهرت معالمه أبيح لهم الزيارة واحتاط النبي ( ص ) بقوله : ( ولا تقولوا هجرا ) : وحديث أنس بن مالك قال : قال رسول الله ( ص ) : ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها ترق القلب وتدمع العين وتذكر الآخرة ولا تقولوا هجرا ) [1] . وكل ذلك دال على مشروعية زيارة القبور وبيان الحكمة فيها وأنها للاعتبار فإذا خلت من هذه لم تكن مرادة شرعا . النساء وزيارة القبور : . النساء كالرجال في استحباب زيارة القبور وليس هناك فرق بين الرجل والمرأة من هذه الجهة حتى تكون زيارة أحدهما جائزة والأخرى محرمة لولا المحذورات الخاصة ، مثل قلة صبر المرأة وجزعها وعدم رعايتها للحجاب ، . وإلا فهي داخلة تحت عموم قول النبي ( ص ) ( فزوروا القبور ) فيدخل فيه النساء . وبيانه أن النبي ( ص ) لما نهى عن زيارة القبور في أول الأمر فلا شك أن النهي كان شاملا للرجال والنساء معا ، فلما قال ( ص ) : ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور ) ، كان مفهوما أنه يعني الجنسين ضرورة أنه يخبرهم عما كان في أول الأمر من نهي الجنسين فإذا كان الأمر كذلك لزاما أن الخطاب في الجملة الثانية من الحديث وهو قوله ( ص ) ( فزوروها ) إنما أراد به الجنسين أيضا . فالخطاب في جميع هذه الأفعال موجه إلى الجنسين قطعا كما هو الشأن في الخطاب .
[1] أخرجه الحاكم : ج 1 ، ص 376 و 375 . وأحمد بن حنبل في المسند : ج 3 ، ص 237 و 250 .
132
نام کتاب : القطوف الدانية نویسنده : عبد المحسن السراوي جلد : 1 صفحه : 132