وحرموا حلاله وإنا أحق من غير ) [1] ، لماذا لم يرو البخاري ومسلم هذا الحديث عن أبي عبد الله ( ع ) ؟ ، هل يشكون في صدقه ؟ ، أليس هذا الحديث أحق بالرواية من قصة بيعة ابن عمر لعبد الملك بن مروان ؟ أم أن رواية الحسين ( ع ) - وإن صدق - لا تتوافق مع مذهبه ورؤيته وليذهب الصدق إلى الجحيم . كما روى ابن جرير الطبري أن الإمام الحسين بن علي ( ع ) خطب فقال : ( إنه قد نزل من الأمر ما قد ترون ، وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها واستمرت جدا فلم يبق منها إلا صبابة الإناء وخسيس عيش كالمرعى الوبيل ، ألا ترون أن الحق لا يعمل به وأن الباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء الله محقا فإني لا أرى الموت إلا شهادة ولا الحياة مع الظالمين إلا برما ) ( 2 ) . أليست هذه الأموال والأعمال مواقف ودروس في السياسة والأخلاق كان الأولى بمصنفي الأحاديث أن يعتنوا بها ويرووها ، وألا يضعونها فوق الرفوف كأنهم لا يعلمون . يروي البخاري ويكثر ( 2 ) المصدر نفسه 4 / 305 .
[1] أبو جعفر محمد بن جرير الطبري : تاريخ الأمم والملوك ، 4 / 304 ط . الأعلمي - بيروت ( غير مؤرخ ) .