نام کتاب : الطريق إلى المهدي المنتظر ( ع ) نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 69
الصليبية المتعددة الأشكال ، حتى جاء اليوم الذي طبقت فيه اتفاقية سايكس بيكو على الشام ، وفرض الانتداب الفرنسي على شمال هذه البلاد ، وقسم إلى كيانين هما : سوريا ، ولبنان ، وفرض الانتداب البريطاني على جنوبها ، وقسم إلى كيانين هما ، الأردن ، وفلسطين ، وفي عام 1917 م صدر وعد بلفور ، الذي يقضي بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين ، وفي عام 1967 م بسط اليهود أيديهم على ما حلموا به طيلة حياتهم ، بسطوا أيديهم على الأرض الواسعة ، التي يحيط بها غثاء من كل مكان . لقد بدأ الطريق من عند البحث عن الدرهم والدينار ، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبر عن ربه جل وعلا ، فقال : ( كيف أنتم إذا لم تجبوا دينارا ولا درهما ؟ قالوا : ولم ذاك ؟ قال : تنتهك ذمة الله وذمة رسوله ، فيشد الله قلوب أهل الذمة فيمنعون ما بأيديهم ) [1] ، وقال : ( يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، قالوا : يا رسول الله ، فمن قلة بنا يومئذ ؟ قال : لا ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، يجعل الوهن في قلوبكم ، وينزع الرعب من قلوب عدوكم ، لحبكم الدنيا وكراهيتكم الموت ) [2] ، وقال صاحب عون المعبود : ( أي يدعو بعضهم بعضا لمقاتلتكم وسلب ما ملكتموه من الديار والأموال ، ولقد وصفهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بغثاء السيل ، لقلة شجاعتهم ودناءة قدرهم ، وغثاء السيل : أي كالذي يحمله السيل من زبد ووسخ ) [3] . لقد أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن فتنة أمته في المال ، وأن الدرهم والدينار سيهلكهم كما أهلك الذين من قبلهم ، وبين النبي صلى الله عليه وآله وسلم موضع كل مال في الإسلام ، وأمر الأمة بأن تتمسك بالكتاب والعترة ، وأن تأخذ بأسباب الحياة التي تحقق السعادة في الدنيا بما يوافق الكمال الأخروي ، فيأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر ، ولكن القافلة تركت الأمراء الصبيان يعبثون بكل شئ ،
[1] رواه البخاري ومسلم وأحمد ، الفتح الرباني : 23 / 36 . [2] رواه أحمد بسند جيد ، الفتح الرباني : 24 / 32 ، وأبو داود . [3] عون المعبود : 11 / 405 .
69
نام کتاب : الطريق إلى المهدي المنتظر ( ع ) نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 69