« أهل السنّة والجماعة » في نظر الشيعة إذا استثنينا بعض المتعصبين من عوام الشيعة الذين ينظرون إلى « أهل السنّة والجماعة » بأنّهم كلّهم من النواصب ( 1 ) ، فإنّ الأغلبية الساحقة من علمائهم قديماً وحديثاً لا زالوا يعتقدون بأنّ إخوانهم من « أهل السنّة والجماعة » هم ضحايا الدّس والمكر الأموي ; لأنّهم أحسنوا الظنّ « بالسّلف الصالح » واقتدوا بهم بدون بحث ولا تمحيص ، فأضلوهم عن الصراط المستقيم ، وأبعدوهم عن الثقلين ( كتاب الله والعترة الطاهرة ) الذين يعصمان المتمسّك بهما من الضلالة ويضمنان له الهداية . فتراهم كثيراً ما يكتبون للدّفاع عن أنفسهم وللتعريف بمعتقداتهم ، داعين للإنصاف ولتوحيد الكلمة مع إخوانهم من « أهل السنّة والجماعة » . وقد جاب بعض علماء الشيعة في الأقطار والأمصار باحثين عن الأساليب الكفيلة لتأسيس دور وجمعيات إسلامية للتقريب بين المذاهب ومحاولة جمع الشمل . ويمّم آخرون منهم وجهتهم صوب الأزهر الشريف منارة العلم والمعرفة عند « أهل السنّة » ، وتقابلوا مع علمائه وجادلوهم بالتي هي أحسن ، وعملوا على إزالة الأحقاد ، كما فعل الإمام شرف الدين الموسوي عند لقائه بالإمام
1 - النواصب جمع ناصبي : وهم الذين ناصبوا العداء لأهل البيت النبوي وحاربوهم وقتلوهم وتتبّعوهم أمواتاً فنبشوا قبورهم ( المؤلّف ) .