responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة هم أهل السنة نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 64


عثمان بعدهما فأمعن في احتقاره أكثر من صاحبيه والتقليل من شأنه حتّى هدّده مرّة بالنفي كما نفى أبا ذر الغفاري ، ولما ولي معاوية أمعن في سبّه ولعنه ، وحمل الناس على ذلك ، فدأب حكّام بني أُميّة على ذلك في كلّ مدينة وقرية ، ودام ذلك ثمانين عاماً ( 1 ) .
بل وتواصل ذلك اللعن والطعن والبراءة منه ومن شيعته أكثر من ذلك بكثير ، فهذا المتوكّل الخليفة العباسي يصل به الحقد إلى نبش قبر علي وقبر الحسين بن علي ، وذلك سنة أربعين ومائتين للهجرة .
وهذا الوليد بن عبد الملك أمير المؤمنين في عهده ، يخطب الناس يوم الجمعة فيقول لهم من فوق المنبر : إنّ الحديث الذي روي عن رسول الله : أنت مني بمنزلة هارون من موسى « صحيح ، ولكنّه محرّف ; لأنَ رسول الله قال له : أنت مني بمنزلة قارون من موسى فاشتبه على السامع ( 2 ) ! !
ولمّا كان عهد المعتصم الذي كثر فيه الزنادقة والملحدون والمتكلّمون ، وولّى عهد الخلافة الراشدة ، واشتغل الناس بمشاكلّ هامشية ، وكانت محنة أحمد بن حنبل في قوله بقدم القرآن ، وأصبح الناس يدينون بدين ملوكهم وبأن القرآن مخلوق .
ولمّا تراجع أحمد بن حنبل عن قوله الأوّل خوفاً من المعتصم وخرج من محنته ( 3 ) ، واشتهر بعد ذلك ولمع نجمهُ في عهد المتوكّل بين أهل


1 - كلّهم باستثناء عمر بن عبد العزيز ( رحمه الله ) . 2 - تاريخ بغداد 8 : 266 . 3 - المشهور عند المحدّثين والمؤرّخين أنّ أحمد بن حنبل لم يتراجع عن قوله وبقي صامداً ، ولكن هناك بعض الشواهد وردت في طيات الكتب تجعلنا نشكّك في هذه الشهرة وتدعونا إلى مزيد التأمّل والفحص ، منها ما ذكره الجاحظ في رسالته في خلق القرآن حيث قال : » وقد كان صاحبكم هذا - يعني أحمد بن حنبل - يقول : لا تقية إلاّ في دار الشرك ، فلو كان ما أقرّ به من خلق القرآن كان منه على وجه التقية فقد أعملها في دار الإسلام وقد أكذب نفسه ، وإن كان ما أقرّ به على الصحة والحقيقة فلستم منه وليس منكم ، على أنّه لم ير سيفاً مشهوراً ، ولا ضرب ضرباً كثيراً ، ولا ضرب إلاّ بثلاثين سوط مقطوعة الثمار مشعبة الأطراف حتى أفصح بالإقرار مراراً . . . « ( رسائل الجاحظ ، الرسائل الكلامية : 170 ) . ومنها ما ورد أيضاً في تاريخ اليعقوبي 2 : 332 » وامتحن المعتصم أحمد بن حنبل في خلق القرآن فقال أحمد : أنا رجل علمت علماً ولم أعلم فيه بهذا ، فأحضر له الفقهاء وناظره عبد الرحمن بن إسحاق وغيره . . . فقال إسحاق : هذا العلم الذي علمته نزل به عليك ملك أو علمته من الرجال ؟ قال : بل علمته من الرجال ، قال : شيئاً بعد شيء أو جملة ؟ قال : علمته شيئاً بعد شيء ، قال : فبقي عليك شيء لم تعلمه ؟ قال : بقي عليّ ، قال : هذا ممّا لم تعلمه وقد علمكه أمير المؤمنين ، قال : فإنّي أقول بقول أمير المؤمنين . قال : في خلق القرآن ؟ قال : في خلق القرآن ، فأشهد عليه وخلع عليه وأطلقه إلى منزله « . وما منها ما ذكره أحمد بن يحيى بن المرتضى ( ت 840 ) في طبقات المعتزلة ( ص 125 ) بعدما ذكر ضرب أحمد بن حنبل وتعذيبه ، إنّ إسحاق بن إبراهيم قال له : » ويحك ، قل ما يقول أمير المؤمنين ، فأقرّ بخلق القرآن ، فقال المعتصم : ألق عليه ثياباً واجمع عليه أهل بغداد فإذا أقرّ بخلق القرآن فأطلقه ، ففعل حتى أقرّ فأطلقه « . ومنها : أنّ الواثق بالله شدّد الأمر في مسألة خلق القرآن حتى قتل فيها من قتل من العلماء ، منهم أحمد بن نصر الخزاعي من أئمة أهل الحديث قتله الواثق ، ولمّا الواثق أحمد بن حنبل ولم يتعرّض له ؟ ! فهذا ممّا يثير الشكّ في أمره ، ولم يكن الواثق العباسي بالذي يخشى من أحمد أو من فتنة الناس ، فإنّه كان في أوج قدرته وكان يقتل العلماء المخالفين له من دون أيّ حرج ، فلذا لما قيل أحمد بن حنبل : صبرت يا أبا عبد الله في المحنة ، قال : ما صبرت الذي صبر أخي أحمد بن نصر الخزاعي ، وذلك أنّهم أغلظوا القول فأغلظ لهم ، فضربوا عنقه وما خافه صلبه كتب ورقة وعلقت في اُذنه فيها : » هذا رأس أحمد بن نصر بن مالك ، دعاه عبد الله بن الإمام هارون إلى القول بخلق القرآن ونفي التشبيه فأبى إلاّ المعاندة فعجلّه الله إلى ناره « ( تاريخ الخلفاء للسيوطي : 341 ) . وممّا يدلّل على شدّة اهتمام الواثق العباسي بهذه المسألة ، أنّه لما أراد أن يفادي أُسراء المسلمين الذين كانوا عند الرومانيين جعل شرط الفداء امتحان هؤلاء الاسرى بمسألة خلق القرآن ، فمن قال : ( القرآن مخلق ) فودي به ، ومن أبى ذلك ترك في أيدي الروم ( تاريخ الطبري حوادث سنة 231 ) . فنقول ونتساءل : كيف ترك م . ( طبقات الحنابلة 2 : 288 ) فهذه الأُمور كلّها تجعلنا نشككّ في ثبات أحمد وتخدش الرأي المشهور ، والله العالم .

64

نام کتاب : الشيعة هم أهل السنة نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 64
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست