على إحيائها ، ولم يحيدوا عنها أبداً ، بينما اتّبعتْ بقية الأُمّة بدع أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة ، وسمّوها ب « البدع الحسنة » ( 1 ) . وهذا ليس من الادّعاء ، بل هي الحقيقة التي أجمع عليها المسلمون وسجّلوها في صحاحهم ، وعرفها كلّ باحث ومنصف . فقد كان الإمام علي يحفظ القرآن ويعرف كلّ أحكامه ، وهو أوّل من جمعه بشهادة البخاري نفسه . في حين لم يكن أبو بكر ولا عمر ولا عثمان يحفظونه ولا يعرفون أحكامه ( 2 ) . وقد أحصى المؤرّخون على عمر قوله سبعين مرّة : « لولا علي لهلك عمر » ( 3 ) ، وقول أبي بكر : « لاَ عشت في زمن لستَ فيه يا أبا الحسن » ( 4 ) . أمّا عثمان فحدّث ولا حرج .
1 - صحيح البخاري 2 : 252 ، باب صلاة التراويح . 2 - جهل عمر بحكم الكلالة مشهور في كتب السنّة ، وكذلك جهله بأحكام التيمّم معلوم لدى الجميع ، ذكره البخاري في صحيحه 1 : 90 ، ( كتاب التيمّم ، باب المتيمّم هل ينفخ فيهما ) . 3 - تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة : 152 ، ذخائر العقبى : 82 ، نظم درر السمطين : 130 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1 : 141 ، المناقب للخوارزمي : 81 ح 65 ، فيض القدير 4 : 470 . 4 - قريب من هذا النصّ يوجد عن عمر بكثرة ، أُنظر مثلا تاريخ دمشق 42 : 407 ، ذخائر العقبى : 82 .