مقابل النصوص القرآنية أيضاً ، وأصبحت آراؤهم فيما بعد أحكاماً عند « أهل السنّة والجماعة » ، يعملون بها ويفرضونها على المسلمين . وقد تكلّمنا عن اجتهادات أبي بكر وعمر وعثمان في كتاب « مع الصادقين » ، وكذلك في كتاب « فاسألوا أهل الذكر » وقد نفرد لهم كتاباً خاصاً في المستقبل إن شاء الله تعالى . وقد عرفنا أنّ « أهل السنّة والجماعة » يضيفون إلى المصدرين الأساسين للتشريع الإسلامي ( القرآن والسنّة ) مصادر أُخرى كثيرة ، من جملتها سنّة الشيخين ( أبي بكر وعمر ) واجتهاد الصحابي ، وهذا ناتج عن اعتقادهم بأنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يكن معصوماً ، وإنّما كان يجتهد برأيه ، وكان بعض الصحابة يصوِّب رأيه ويصلح خطأه . وبهذا يتبيَّن لنا بأنّ « أهل السنّة والجماعة » عندما يقولون بأنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ليس معصوماً ، فهم يجوِّزون بذلك مخالفته وعصيانه من حيث يشعرون أو من حيث لا يشعرون ; لأنّ غير المعصوم غير واجب الطاعة شرعاً وعقلا ، وما دمنا نعتقد بخطئه فلا تلزمنا طاعته . . كيف نطيع الخطأ ؟ كما يتبيَّن لنا في المقابل بأنّ الشيعة عندما يقولون بعصمة النبيّ المطلقة ، فهم يفرضون بذلك طاعته ; لأنّه معصوم عن الخطأ ، فلا تجوز مخالفته ومعصيته بأيّ حال من الأحوال ، ومن يخالفه أو يعصيه فقد خالف وعصى ربّه ، وإلى ذلك يشير القرآن الكريم في العديد من الآيات بقوله : * ( وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) * ( 1 ) ، وقوله : * ( أَطِيعُوا