أحاديث في فضل ذلك اليوم ، وأنّ عاشوراء هو اليوم الذي تاب الله فيه على آدم ، وهو اليوم الذي رست فيه سفينة نوح على جبل الجودي ، وهو اليوم الذي كانت فيه النار برداً وسلاماً على إبراهيم ، وهو اليوم الذي خرج فيه يوسف من السجن وردّ فيه بصر يعقوب ، وهو اليوم الذي انتصر فيه موسى على فرعون ، وهو اليوم الذي نزلت فيه على عيسى مائدة من السماء . وهذه الروايات كلّها يردّدها علماء « أهل السنّة والجماعة » وأئمتهم على المنابر حتى اليوم بمناسبة عاشوراء ، وهي روايات كلّها من وضع الدجّالين الذين تزيّوا بزي العلماء ، وتقرَّبوا إلى الحكَّام بكلّ الوسائل ، فباعوا آخرتهم بدنياهم ، فما ربحت تجارتهم وهم في الآخرة من الخاسرين . وقد أمعنوا في الكذب عندما رووا بأنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هاجر إلى المدينة فصادف دخوله إليها يوم عاشوراء ، فوجد يهود المدينة صياماً ، فسألهم عن السبب ، قالوا : هذا اليوم الذي انتصر فيه موسى على فرعون ، فقال النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : نحن أولى بموسى منكم ( 1 ) ، ثمّ أمر المسلمين بصوم عاشوراء وتاسوعاء لمخالفة اليهود . وهذا كذب مفضوح إذ إنّ اليهود يعيشون معنا ، ولم نسمع لهم بعيد يصومون فيه يسمونه عاشوراء . وهل لنا أن نسأل ربنا عزّ وجلّ : كيف جعل هذا اليوم مباركاً على كلّ أنبيائه ورسله من آدم إلى عيسى إلاّ محمّد ، فقد كان عليه هذا اليوم مصيبة وعزاء وشؤماً ، إذ قُتل فيه ذريته وعترته ، وذُبحوا ذبح الغنم ، وأخذت بناته