« أهل السنّة والجماعة » الذين خالفوا النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في وصيته ، وفي تركته التي تضمن الهداية وتمنع من الضلالة ، أما الشيعة فقد تمسكوا بوصية النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) واقتدوا بعترته الطاهرة ، وتحمّلوا من أجل ذلك العناء والأتعاب . والحقيقة أنّ هذا الخلاف والعصيان من « أهل السنّة والجماعة » وهذا القبول والرضى من الشيعة بخصوص الثقلين والتمسّك بهما معاً ، ظهرت معالمه من يوم الخميس الذي سُمِّي يوم الرزية ، عندما طلب إليهم الرسول احضار الكتف والدواة ليكتب لهم ذلك الكتاب الذي يعصمهم من الضلالة ، فوقف عمر ذلك الموقف الخطير ، ورفض أمر النبيّ مدّعياً بأنّ كتاب الله يكفيهم ولا حاجة للعترة . فكأنّ النبيّ يقول تمسّكوا بالثقلين : القرآن والعترة ، وعمر يردّ عليه : حسبنا ثقلا واحداً وهو القرآن ، ولا حاجة لنا بالثقل الثاني ، وهذا قوله بالضبط « حسبنا كتاب الله يكفينا » . وقول عمر يمثّل موقف « أهل السنّة والجماعة » لأنّ قريش المتمثّلة في أبي بكر ، وعثمان ، وعبد الرحمان بن عوف ، وأبي عبيدة ، وخالد بن الوليد ، وطلحة بن عبيد الله ، كلّ هؤلاء وقفوا يؤيّدون عمر في موقفه ، قال ابن عباس : فمنهم من يقول ما قال عمر ، ومنهم من يقول : قربوا للرسول ليكتب الكتاب ( 1 ) .
1 - مسند أحمد 1 : 325 ، صحيح البخاري 7 : 9 ( كتاب المرض والطب ، باب قول المريض : قوموا عنّي ) ، 8 : 161 ( كتاب الاعتصام بالكتاب والسنّة ، باب قول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا تسألوا أهل الكتاب ) ، صحيح مسلم 5 : 76 ( كتاب الهبات ، باب الأمر بقضاء النذر ) .