responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة هم أهل السنة نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 406


كتأويلهم حديث : « الخلفاء من بعدي اثنا عشر كلّهم من قريش » ، وحديث : « تمسّكوا بسنّة الخلفاء الراشدين بعدي » ، وكقوله : « اختلاف أُمّتي رحمة » ، وغيرها من الأحاديث الشريفة والتي يقصد بها النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أئمة العترة الطاهرة ، ولكنّهم صرفوها إلى خلفائهم الغاصبين ، وإلى بعض الصحابة المنقلبين .
وحتى الألقاب التي يضفونها على الصحابة كتسمية أبي بكر ب‌ « الصديق » ، وعمر ب‌ « الفاروق » ، وعثمان ب‌ « ذي النورين » ، وخالد ب‌ « سيف الله » ، والحال أنّ كلّ هذه الألقاب هي لعليّ على لسان النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقد قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « الصدّيقون ثلاثة : حبيب النجار مؤمن آل يس ، وحزقيل مؤمن آل فرعون ، وعليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) وهو أفضلهم » ( 1 ) .
وعليّ نفسه كان يقول : « أنا الصدّيق الأكبر ، ولا يقولها بعدي إلاّ كذّاب » ( 2 ) ،


1 - الجامع الصغير للسيوطي 2 : 115 ح 5149 ، كنز العمال 11 : 601 ح 32897 ، الدر المنثور 5 : 262 ، تاريخ دمشق 42 : 313 . 2 - المستدرك للحاكم 3 : 111 ، المصنّف لابن أبي شيبة 7 : 498 ح 21 ، كتاب السنّة لابن أبي عاصم : 584 ح 1324 ، السنن الكبرى للنسائي 5 : 107 ، أمّا عباد بن عباد لله راوي الحديث فقد أورده العجلي في معرفة الثقات 2 : 17 ووثّقه ، وكذلك ذكره ابن حبان في كتابه الثقات 5 : 141 . وابن ماجة في سننه 1 : 55 ، وعلّق العلاّمة البوصيري في كفاية الحاجة بقوله : ( انفرد به ابن ماجة عن الكتب التسعة ، قال في الزوائد : هذا إسناد صحيح ، رجاله ثقات ) . ومع وجود هؤلاء العلماء المصحّحين لهذا الحديث تجد عثمان الخميس في كتابه كشف الجاني : 190 يصف الحديث بالوضع معتمداً على ابن الجوزي ، في كتابه الموضوعات ! ! وإذا رجعنا إلى ترجمة ابن الجوزي نجد أنّ العلماء قالوا في حقّه : إنّه كثير الخطأ والأوهام في ما يصنّفه ; إذ كان يفرغ من الكتاب ولا يعتبره ، وقد استدرك عليه الذهبي كتابه الموضوعات تحت عنوان ( تلخيص الموضوعات ) وقال في ترجمته في السير 21 : 381 : « وكتب إلى أبي بكر بن طوخان ، أخبرنا الإمام موفّق الدين قال : ابن الجوزي إمام أهل عصره في الوعظ ، وصنّف في فنون العلم تصانيف حسنة ، وكان صاحب فنون ، كان يصنّف في الفقه ويدرس وكان حافظاً للحديث ، إلاّ أنّنا لم نرض تصانيفه في السنّة ولا طريقته فيها ، وكان العامة يعظّمونه ، وكانت تنفلت منه في بعض الأوقات كلمات تنكر عليه في السنّة ، فيستفتى عليها ويضيق صدره من أجلها » . وقال الحافظ سيف الدين ابن المجد : هو كثير الوهم ، فإنّ في مشيخته مع صغرها أوهاماً ، قال في حديث أخرجه البخاري عن محمّد المثنى ، عن الفضل بن هشام ، عن الأعمش ! وإنّما هو عن الفضل بن مساور عن أبي عوانة عن الأعمش . وقال في آخر : أخرجه البخاري ، عن عبد اللّه بن منير ، عن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن دينار ، وبينهما أبو النظر ، فأسقطه . وقال في حديث : أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمّد الأثرم ، وإنما هو محمّد بن أحمد . وقال في آخر : أخرجه البخاري عن الأويسي عن إبراهيم عن الزهري ، وإنّما هو عن إبراهيم بن مسعد ، عن صالح ، عن الزهري . وقال في آخر : حدّثنا قتيبة ، حدّثنا خالد بن إسماعيل ، وإنّما هو حدّثنا حاتم . وفي آخر : حدّثنا أبو الفتح محمّد بن علي العشاري ، وإنّما هو أبو طالب . وقال : حميد بن هلال عن عفان بن كاهل ، وإنّما هو هضاب بن كاهل . قال : أخرجه البخاري عن أحمد بن أبي إياس ، وإنما هو آدم . وفي وفاة يحيى بن ثابت ، وابن خضير ، وابن المقرب ذكر ما خولف فيه . قلت ( يعني الذهبي ) : هذه عيوب وحشة في جزئين . قال السيف : سمعت ابن نقطة يقول : قيل لابن الأخضر : ألا تجيب عن بعض أوهام ابن الجوزي ؟ قال : إنّما تتبع على من قلّ غلطه ، فأمّا هذا فأوهامه كثيرة . ثمّ قال السيف : ما رأيت أحداً يعتمد عليه في دينه وعلمه وعقله راضياً عنه . قال : وقال جدّي : كان أبو المظفّر بن حمدي ينكر على أبي الفرج كثيراً كلمات يخالف فيها السنّة . قال السيف : وعاتبه أبو الفتح ابن المنّي في أشياء ، ولمّا بان تخليطه أخيراً رجع عنه أعيان أصحابنا وأصحابه . وكان أبو إسحاق العقلي يكاتبه وينكر عليه » . وقال الذهبي في السير 21 : 378 : « قرأت بخطّ محمّد بن عبد الجليل الموقاني : إنّ ابن الجوزي شرب ( البلاذر ) فسقطت لحيته . . قال : وكان كثيراً الغلط في ما يصنّفه ، فإنّه كان يفرغ من الكتاب ولا يعتبره . قلت ( يعني الذهبي ) : هكذا هو ، له أوهام وألوان من ترك المراجعة ، وأخذ العلم من صحف . . » . قال الإمام السندي في شرحه على سنن ابن ماجة في شرحه للحديث 1 : 85 : « قوله : « أنا الصدّيق الأكبر » هو للمبالغة من الصدق ، وتصديق الحقّ بلا توقّف من باب الصدق ، ولا يكون عادة إلاّ من غلب عليه الصدق . . قال : كأنه أراد بقوله : « الصدّيق الأكبر » إنّه أسبق إيماناً من أبي بكر أيضاً . وفي الإصابة في ترجمة علي : هو أوّل الناس إسلاماً في قول كثير من أهل العلم . قوله : « صلّيت قبل الناس بسبع سنين » ولعلّه أراد به أنّه أسلم صغيراً ، وصلّى في سن الصغر وكلّ من أسلم من معاصريه ما أسلم في سنّه . بل أقل ما تأخر معاصره عن سنّه سبع سنين فصار كأنه صلى قبلهم سبع سنين وهم تأخروا عنه بهذا القدر . فكان من حكم بالوضع حكم عليه لعدم ظهوره معناه ، لا لأجل خلل في إسناده . وقد ظهر معناه بما ذكرنا » . ومنه تعرف أنّ المضعّفين له لم يضعّفوه لخلل في سنده ، وإنّما لما ادعوه من وجود النكارة في متنه حيث أطلق على نفسه الصديق الأكبر وأنّه صلّى قبل الناس بسبع سنين ! وهذا خلاف ما عليه القوم من سبق إيمان أبي بكر وأنّه الصديق الأكبر . إلاّ أنّه بما ذكرناه وذكره علماء السنّة يتّضح أنّ الحديث صحيح سنداً ، ولا نكارة في متنه ; لأنّ الكثير من علماء أهل السنّة ذهب إلى إسلام علي بن أبي طالب قبل أبي بكر ، وعليه فتندفع جميع التوهمات التي ذكرت .

406

نام کتاب : الشيعة هم أهل السنة نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 406
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست