responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة هم أهل السنة نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 393


الأدلّة على ذلك قريباً إن شاء الله .
وبناءً على ذلك يفهم المتتبع أيضاً بأنّ الشيعة لم يصحِّحوا أيّ كتاب من كتب الحديث عندهم ، أو يعطوه قدسية تجعله بمثابة القرآن ، كما هو الحال عند « أهل السنّة والجماعة » الذين يصحّحون كلّ الأحاديث التي رواها البخاري ومسلم ، رغم أنّ فيهما مئات الأحاديث التي تتناقض مع كتاب الله .
ويكفيك أن تعرف بأنّ كتاب الكافي عند الشيعة رغم جلالة قدر مؤلّفه محمّد بن يعقوب الكليني وتبحّره في علم الحديث ، إلاّ أن علماء الشيعة لم يدّعوا يوماً بأنّ ما جمعه كلّه صحيح ( 1 ) ، بل هناك من علمائهم من طرح أكثر من نصفه وقال بعدم صحتها ، بل إنّ مؤلّف ( الكافي ) لا يقول بصحّة كلّ الأحاديث التي جمعها في الكتاب ( 2 ) .


1 - سوى شرذمة من الإخباريين المتعبدين بحرفية النصوص من غير فحص وتدقيق . 2 - ولذا لما شكى إليه بعض إخوانه - في رسالة كتبها - أشكل عليه من الحقائق لاختلاف الأخبار ، وطلب منه تدوين كتاب يجمع فيه جميع فنون علم الدين بالآثار الصحيحة ، لم يقل في جوابه بأنّي دوّنت لك ذلك وكلّ ما أوردته صحيح لا مرية فيه ، بل ذكر له بأنّ الأئمة ( عليهم السلام ) وضعوا قواعد لحلّ اختلاف الأخبار كالعرض على القرآن ، وأنّه سيعمل على هذا المنهاج ، لكن مع هذا لم يدّع توفيقه مائة بالمائة لتدوين الآثار الصحيحة فقط ، ولذا اعترف بالتقصير وقال له : « وقد يسّر الله تأليف ما سألت وأرجو أن يكون بحيث توخّيت ، فمهما كان من تقصير فلم تقصر نيتنا في إهداء النصيحة . . . » ، مضافاً إلى أنّ الشيخ الكليني في كتابه ( الكافي ) عقد باباً بعنوان ( الأخبار المتعارضة ) أو ( الأخبار المختلفة ) وبيّن فيه أن الأئمة ( عليهم السلام ) أمروا بالرجوع في هذه الحالة إلى القرآن أو المشهور أو غير ذلك . وهذا دليل على أنّه لا يشهد بصحة كتابه ولا يؤمن به ، إذ لو كان كلّ ما في الكتاب صحيحاً فلا معنى لعقد باب التعارض والاختلاف بين الأخبار ، فهذا شاهد آخر على عدم اعتقاد المؤلّف بصحة جميع ما في الكتاب . ثمّ لو سلّمنا جدلا بأنّ الكليني اعترف بصحّة جميع ما أورده في الكافي ، لكن يبقى شيء واحد وهو أنّ اصطلاح الصحيح يختلف عند المتقدّمين والمتأخّرين من علمائنا ، فعند المتقدّمين هو كلّ حديث حصل الوثوق بصدوره عن المعصوم وإن لم يكن الراوي عدلا إمامياً ، فلذا نرى الكليني كثيراً ما يروي عن الفطحية والزيدية والواقفية ، وأمّا الصحيح عند المتأخّرين ما رواه العدل الإمامي عن العدل الإمامي .

393

نام کتاب : الشيعة هم أهل السنة نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 393
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست