الأبحاث السابقة من كتاب « فاسألوا أهل الذكر » ، ونوجز هنا بأنّه يتعلّق بالنّص على خلافة علي . وليس اللّوم على أبي هريرة ، فقد عرف قدره وشهد على نفسه بأنّ الله لعنه ولعنه اللاّعنون إذ كتم حديث النبيّ . ولكنّ اللّوم على « أهل السنّة والجماعة » الذي يجعلون من أبي هريرة راوية السنّة ، وهو يشهد بأنّه كتمها ، ويشهد بأنّه دلّسها وكذب عليها ، ويشهد أيضاً بأنّها اختلطتْ عليه ، فلم يعرف حديث النبيّ من حديث غيره . وهذا كلّه من أحاديث واعترافات صحيحة جاءت في صحيح البخاري وغيره من صحاح « أهل السنّة والجماعة » . كيف يطمئنُّون لرجل طعن في عدالته أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأتّهمه بالكذب فقال : « إنّه أكذب الأحياء على النبيّ » ( 1 ) ، واتّهمه عمر بن الخطّاب وضربه وهدّده بالنّفي ، كما طعنتْ فيه عائشة وكذّبته عدّة مرّات ، وطعن فيه كثير من الصحابة وردّوا أحاديثه المتناقضة ، فكان يعترف مرّة ، ويرطن بالحبشيّة أُخرى ، وطعن فيه كثير من علماء الإسلام ، واتّهموه بالكذب والتدليس والتكالب على موائد معاوية وذهبه وفضّته . فكيف يصحّ بعد كلّ هذا أن يصبح أبو هريرة راوية الإسلام ، ويأخذون عنه أحكام الدّين ؟ ! وقد أكّد بعض العلماء المحقّقين بأنّ أبا هريرة هو الذي أدخل في الإسلام عقائد اليهود والإسرائيليات التي ملأت كتب الحديث ، أو أنّ كعب