شعبة يقول فيه ذلك أيضاً يعني كان مدلّساً ، وكان يروي ما سمعه من كعب الأحبار ومن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولا يميّز بين هذا وهذا ( 1 ) . كما أنّ أبا جعفر الإسكافي قال : أبو هريرة مدخولٌ عند شيوخنا غير مرضي الرواية ( 2 ) . وقد اشتهر أبو هريرة في حياته من بين الصحابة بالكذب والتدليس ، والإكثار من الأحاديث الموضوعة ، حتّى إنّ بعضهم كان يستهزئ به ويطلب منه وضع الأحاديث لما يريد . فقد رُوِيَ أنّ رجلا من قريش لبسَ جبّةً جديدة وأخذ يتبخترُ فيها ، ومرّ بأبي هريرة فقال له : يا أبا هريرة إنّك تكثر الحديث عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فهل سمعته يقول في حلتي هذه شيئاً ؟ فقال أبو هريرة : سمعت أبا القاسم يقول : إنّ رجلا ممّن كان قبلكم بينما كان يتبختَرُ في حُلّته إذ خسف الله به الأرض ، فهو يتجلجلُ فيها حتى تقوم الساعة ، فوالله ما أدري لعلّه كان من قومك ورهطك ( 3 ) . وكيف لا يشكّ الناسُ في روايات أبي هريرة إذا كانت متناقضة ، فقد يروي حديثاً ثمّ يروي نقيضه ، وإذا عارضوه واحتجّوا عليه بما رواه سابقاً ، يعرضُ عنهم أو يَرطن بالحبشيّة ( 4 ) . وكيف لا يتّهمونه بالكذب والوضع ، وقد شهد هو على نفسه بأنّه يُحدِّث
1 - البداية والنهاية 8 : 117 . 2 - شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 4 : 67 . 3 - البداية والنهاية 8 : 116 ، صحيح ابن حبان 12 : 497 . 4 - صحيح البخاري 7 : 31 ( كتاب الطب ، باب لا هامة ) .