ولكنّ « أهل السنّة والجماعة » يُلقّبونه ب « راوية الإسلام » ويحترمونه كثيراً ويحتجّون به ، ولعلّ البعض منهم يعتقد بأنّه أعلم من علي ، وذلك لحديث يرويه هو عن نفسه قال : قلتُ : يا رسول الله إنّي أسمع منك حديثاً كثيراً أنساه قال : « أبسط رداءَك » ، فبسطته قال : فغرف بيديه ثمّ قال : « ضمّهُ » فضممتُه ، فما نسيت شيئاً بعدها ( 1 ) . وأكثر أبو هريرة الرواية عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتّى ضربه عمر بن الخطّاب بالدرّة وقال له : قد أكثرتَ من الرواية وأحر بك أن تكون كاذباً على رسول الله ( 2 ) . وذلك لرواية رواها أنّ الله خلق السماوات والأرض والخلق فعدّ سبعة أيّام ، فلمّا سمع بذلك عمر دعاه وطلب منه إعادة الحديث ، فلمّا أعاده ضربه عمر وقال : يقول الله في ستّة أيام وأنت تقول في سبعة ؟ فقال أبو هريرة : علّني سمعته من كعب الأحبار ، فقال عمر : ما دمتَ لا تفرّق بين أحاديث النبيّ وكعب الأحبار فلا تحدّث . كما يُروي أنّ الإمام علي بن أبي طالب قال : ألا إنّ أكذب الأحياء
1 - صحيح البخاري 1 : 38 من ( كتاب العلم ، باب حفظ العلم ) وكذلك 4 : 188 . 2 - أنظر كتاب أبي هريرة لمحمود أبو رية المصري : 103 . وفي سير أعلام النبلاء 2 : 600 - 602 : ( عن السائب بن يزيد سمع عمر يقول لأبي هريرة : لتتركن الحديث عن رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أو لألحقنك بأرض دوس . . عن ابن عجلان : إنّ أبا هريرة كان يقول : إنّي لأُحدّث أحاديث لو تكلّمت بها زمن عمر لشجّ رأسي . . وعن أبي هريرة قال : ما كنا نستطيع أن نقول : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى قبض عمر - رض - كنا نخاف سياطه ) .