والجماعة » ويعتبرونهم قمّة العلم والفقه ، ويقدّمونهم على الأئمة الأطهار من آل بيت المصطفى المختار ، مهملين بعض الصحابة الذين عرفوا لدى الخاصّ والعام من العلماء وغير العلماء بفسقهم وفجورهم وبعدهم عن روح الإسلام وأخلاقه ، أمثال معاوية ، وابنه يزيد ( 1 ) ، وابن العاص ، وابن مروان ، وابن شعبة وغيرهم . ولوجبت في بعض البلاد العربية والإسلامية ل « أهل السنّة والجماعة » فسوف تجد لهؤلاء ذكراً وتمجيداً ، وشوارع بأسمائهم ، وكتباً في عبقرياتهم وحسن سياستهم وصحة خلافتهم . ومع ذلك فنحن لا نضيع الوقت في الكتابة عنهم وكشف عوراتهم ، فقد كفانا ذلك بعض الأحرار من المؤرّخين والمفكرّين . ولكن سنتناول في هذا البحث أُولئك الأئمة الذين اشتهروا بالصلاح والعدل والزهد والتقوى ، فكانوا عمدة « أهل السنّة والجماعة » حتى نتعرّف من قريب كيف أنّهم غيَّروا سنّة النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وأحدثوا في هذه الأُمّة البدع التي سببت الفرقة والضلالة ، وحطمت ذلك البناء الشامخ الذي شيّده رسول
1 - أخرج ابن سعد في طبقاته الكبرى 5 : 66 ، عن عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة قال : والله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمى بحجارة من السماء ، إنّ رجلا ينكح الأُمهات والبنات والأخوات ، ويشرب الخمر ، ويدع الصلاة ، والله لو لم يكن معي أحد من الناس لأبليتُ لله فيه بلاءً حسناً . نعم ، هذا هو يزيد الخمور والفجور الذي قتل ريحانة الرسول ومعه العترة كلّهم ، وأباح مدينة الرسول ، ورغم ذلك فإنك تجد اليوم دولة إسلامية تكتب كتاباً عنوانه « حقائق عن أمير المؤمنين يزيد بن معاوية » ! !