responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة هم أهل السنة نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 24


وعنّفهم على كذبهم ، وعاقبهم على جريمتهم لاشتدّ بُغضهم لأخيهم ، ولوصل بهم الأمر إلى اغتيال أبيهم ، وربّما عبروا عن ذلك بقولهم لأبيهم : * ( قَالُواْ تَاللّه تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ ) * ( 1 ) .
ومن كلّ هذا نستنتجُ بأنّ السكوت في بعض الأوقات مستحبٌّ إذا كان في معارضة الباطل مفسدة أو هلاك ، أو كان في السكوت عن الحقّ مصلحة عامة ولو آجلة .
ولا بدّ أن يُفهم من الحديث النبوي الشريف القائل : « الساكتُ عن الحقّ شيطانٌ أخرس » هذا المدلول الذي يتّفق مع العقل ومع كتاب الله المجيد .
ولو تتبعنا حياة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لوجدناه يسكتُ في كثير من الأوقات لمصلحة الإسلام والمسلمين ، حسبما يُروى في الصحاح من السيرة النبويّة كصلح الحديبية وغيرها .
ورحم الله أمير المؤمنين عليّاً الذي سكت بعد وفاة ابن عمه - بأبي هو وأمّي - وقال في ذلك قولته المشهورة : « وطفقتُ أرتأي بين أن أصول بيد جذّاء أو أصبر على طخية عمياء ، يهرم فيها الكبير ، ويشيب فيها الصغير ، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه ، فرأيتُ أن الصبر على هاتا أحجى ، فصبرتُ وفي العين قذى وفي الحلق شجا . . . » ( 2 ) .
ولو لم يسكت أبو الحسن عن حقّه في الخلافة ، وقدّم في ذلك مصلحة الإسلام والمسلمين ، لما كان للإسلام بعد محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنْ يعيش أبداً على ما رسمه الله ورسوله .


1 - يوسف : 85 . 2 - نهج البلاغة 1 : 31 ، الخطبة : 3 .

24

نام کتاب : الشيعة هم أهل السنة نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست