ثمّ مسلمة الفتح ، ويقصد بهم الطّلقاء والذين أسلموا بعد فتح مكّة ( 1 ) . كما اشتهر الإمام أحمد بن حنبل بعدم الاجتهاد والابتعاد عن الفتوى ، وأخذه برأي أيّ صحابيّ كان . فقد نقل عنه الخطيب البغدادي أنّ رجلا سأله عن مسألة في الحلال والحرام ، فقال له أحمد : سَل عافاك الله غيرنا ، قال : إنّما نريد جوابك يا أبا عبد الله ، قال : سَل عافاك الله غيرنا ، سَل الفقهاء سَل أبا ثور ( 2 ) . كما نقل عن المروزي قوله : أمّا الحديث فقد استرحنا منه ، وأمّا المسائل فقد عزمتُ إن سألني أحدٌ عن شيء فلا أجيبُه ( 3 ) . ولا شكّ بأنّ أحمد بن حنبل هو الذي أوحى بفكرة عدالة الصحابة كلّهم بدون استثناء ، فأثّر مذهبه في « أهل السنّة والجماعة » . فقد ذكر الخطيب في تاريخ بغداد في جزئه الثاني بالإسناد عن محمّد ابن عبد الرحمان الصيرفي قال : قلت لأحمد بن حنبل : إذا اختلف أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في مسألة ، هل يجوز لنا أن ننظر في أقوالهم ، لنعلم مع مَنْ الصواب منهم فنتبعه ؟ فقال لي : لا يجوز النظر بين أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . فقلتُ : كيف الوجهُ في ذلك ؟ قال : تُقلّد أيهم أحبَبْتَ .
1 - مناقب الشافعي 1 : 443 . 2 - تاريخ بغداد 2 : 66 . 3 - مناقب الإمام أحمد بن حنبل : 57 .