كتاب الله وعترتي ، أو كتاب الله وسنّتي ؟ قد وافينا البحث في هذا الموضوع في كتاب « مع الصادقين » ، وقُلنا باختصار بأنّ الحديثين لا يتناقضان ; لأنّ السنّة النبويّة الصحيحة محفوظة عند العترة الطاهرة من أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وأهل البيت أدرى بما فيه ، وعليّ بن أبي طالب هو باب السنّة النبويّة ، وهو أولى أن يكون راوية الإسلام من أبي هريرة ، ومن كعب الأحبار ، ووهب بن منبه . ومع ذلك لا بدّ من مزيد البيان والتوضيح ، ولو أدى ذلك إلى التكرار ، فإنّ في الإعادة إفادة ، ولعلّ بعضهم لم يقرأوه هناك ، فإنّهم سيطّلعون عليه هنا بمزيد من التفصيل والإيضاح . ولعلّ القرّاء الكرام يجدون في هذا البحث ما يقنعهم بأنّ حديث « كتاب الله وعترتي » هو الأصل ، وإنّما عمد الخلفاء على إبداله بحديث « كتاب الله وسنّتي » ليبعدوا بذلك أهل البيت عن مسرح الحياة . ولا بدّ من الملاحظة بأنّ حديث « كتاب الله وسنّتي » لا يصُحُّ حتى عند « أهل السنّة والجماعة » ، لأنّهم رووا في صحاحهم بأنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نهاهم عن كتابتها ، إذا كان حديث النهي صحيحاً ، فكيف يجوز للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يقول : تركت فيكم سُنّتي ، وهي غير مكتوبة ولا معلومة ؟ ! ثمّ لو كان حديث « كتاب الله وسنّتي » صحيحاً ، فكيف جاز لعمر بن الخطّاب أنْ يرد على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ويقول : حسبنا كتاب الله ؟ !