حديث الثقلين عند « أهل السنّة » كما قدّمنا فإنّ نفس الحديث الذي ذكرناه في الفصل السابق ، هو الذي أخرجه علماء « أهل السنّة والجماعة » ، واعترفوا بصحّته في أكثر من عشرين مصدراً من مصادرهم المشهورة . وإذا اعترفوا بصحة الحديث فقد شهدوا على أنفسهم بالضّلالة ضمنياً ; لأنّهم لم يتمسّكوا بالعترة الطاهرة ، واعتنقوا مذاهب واهية ما أنزل الله بها من سلطان ، ولا وجود لها في السنّة النبويّة . والعجيب من علماء « أهل السنّة » اليوم ، وبعد انقراض بني أُميّة وهلاكهم ، وفي عصر كثر فيه الاتصال المباشر ، وتوفرت فيه وسائل البحوث العلمية ، فكيف لا يتوبون ويرجعون إلى الله من قريب كي يشملهم قوله سبحانه وتعالى : * ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى ) * ( 1 ) . وإذا كان الناس في القرون الخالية زمن الخلافة مُكرهين على اتّباع السلطان بالقهر والقوّة ، فما هو عذرهم اليوم ، والسلطان في كلّ البلاد لا يهمه من أمر الدين شيئاً ما دام عرشه مضموناً ، وهو يتبجّح بالديمقراطية وبحقوق الإنسان التي من ضمنها حريّة الفكر والعقيدة ؟ ! بقي هناك من علماء « أهل السنّة » المعترضون على حديث الثقلين