responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة هم أهل السنة نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 189


حديث الثقلين عند الشيعة وممّا يدلّ على أنّ الشيعة هم اتباع السنّة النبويّة الصحيحة ، هو ما يروى عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من حديث الثقلين وقوله : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما أن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً ، فلا تتقدّموهم فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ، ولا تعلموهم فإنّهم أعلم منكم » وفي بعض الروايات : « وإنّ اللطيف الخبير أنبأني أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض » ( 1 ) .


1 - مضى تخريجه والكلام حوله في نهاية موضوع ( أهل السنّة ومحق السنّة ) السابق من هذا الكتاب ، وننقل هنا كلام الشيخ الألباني في صحيحته حول هذا الحديث ، قال الشيخ محمّد الألباني في صحيحته 4 : 355 - 359 ح 1761 : ( حديث العترة وبعض طرقه : 1761 - ( يا أيها الناس إنّي تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا ; كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ) أخرجه الترمذي 2 : 308 ، والطبراني ( 2680 ) عن زيد بن الحسن الأنماطي ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد اللّه قال : « رأيت رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في حجّته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب ، فسمعته يقول : . . . « فذكره ، وقال : حديث حسن غريب من هذا الوجه ، وزيد بن الحسن قد روى عنه سعيد بن سليمان وغير واحد من أهل العلم » . قلت : قال أبو حاتم منكر الحديث ، وذكره ابن حبّان في الثقات وقال الحافظ : ضعيف . قلت [ الألباني ] : لكنّ الحديث صحيح ، فإنّ له شاهداً من حديث زيد بن أرقم قال : « قام رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوماً فينا خطيباً بماء يُدّعى ( خُمّاً ) بين مكّة والمدينة ، فحمد اللّه ، وأثنى عليه ، ووعظ وذكر ، ثمّ قال : أمّا بعد ; ألا أيّها الناس فإنما أنا بشرٌ ، يوشك أن يأتي رسول ربّي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين : أوّلهما كتاب اللّه ، فيه الهدى والنور ، من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ، ومن أخطأه ضلّ ، فخذوا بكتاب اللّه ، واستمسكوا به - فحثّ على كتاب اللّه ورغّب فيه - ثمّ قال : وأهل بيتي ، أُذّكركم اللّه في أهل بيتي ، أُذّكركم اللّه في أهل بيتي ، أُذّكركم اللّه في أهل بيتي » . أخرجه مسلم 7 : 122 - 123 ، والطحاوي في مشكل الآثار 4 : 368 ، وأحمد 4 : 366 - 367 ، وابن أبي عاصم في السنّة 1550 - 1551 ، والطبراني ( 5026 ) من طرق يزيد بن حيان التميمي عنه . ثمّ أخرج أحمد 4 : 371 ، والطبراني ( 5040 ) ، والطحاوي من طريق علي بن ربيعة قال : « لقيت زيد بن أرقم وهو داخل على المختار أو خارج من عنده ، فقلت له : أسمعت رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي ؟ قال : نعم » . وإسناده صحيح ورجاله رجال الصحيح . وله طُرق أُخرى عند الطبراني ( 4969 ، 4971 ، 4980 ، 4982 ، 5040 ) ، وبعضها عند الحاكم ( 3 : 109 ، 148 ، 533 ) ، وصحّح هو والذهبي بعضها . وشاهد آخر من حديث عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً : « إني أوشك أو أُدعى فأُجيب ، وإنّي تارك فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا بعدي ; الثقلين أحدهما أكبر من الآخرة : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وأنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض » . أخرجه أحمد ( 3 : 14 ، 17 ، 26 ، 59 ) ، وابن أبي عاصم ( 1553 - 1555 ) ، والطبراني ( 2678 - 2679 ) والديلمي ( 2 : 1 / 45 ) . وهو إسناد حسن في الشواهد ، له شواهد أُخرى من حديث أبي هريرة عند الدارقطني ( 529 ) ، والحاكم ( 1 : 93 ) والخطيب في الفقيه والمتفقه ( 56 / 1 ) ، وابن عبّاس عند الحاكم وصحّحه ووافقه الذهبي وعمرو بن عوف عند ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله ( 2 : 4 / 110 ) ، وهي وإن كانت مفرداتها لا تخلو من ضعف فبعضها يقوّي بعضها ، وخيرها حديث ابن عبّاس . ثمّ وجدّت له شاهداً قويّاً من حديث علي مرفوعاً به ، أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار ( 2 : 307 ) من طريق أبي عامر العقدي : ثنا يزيد بن كثير عن محمّد بن عمر بن علي ، عن أبيه ، عن علي مرفوعاً بلفظ : « كتاب اللّه بأيديكم ، وأهل بيتي » . . . ) . ثمّ يقول الشيخ الألباني رداً على من ضعّف الحديث مع كثيرة طرقه وصحتها يقول : ( بعد تخريج الحديث بزمن بعيد ، كُتب عليَّ أن أهاجر من دمشق إلى عمّان ، ثمّ أن أُسافر منها إلى الامارات العربية أوائل سنة 1402 هجري ، فلقيت في قطر بعض الأساتذة والدكاترة الطيّبين ، فأهدى إليَّ أحدهم رسالة له مطبوعة في تضعيف هذا الحديث ، فلّما قرأتها تبيّن لي أنّه حديث عهد بهذه الصناعة ، وذلك من ناحيتين ذكرتهما له : الأُولى : إنّه اقتصر في تخريجه على بعض المصادر المطبوعة المتداولة ، ولذلك قصّر تقصيراً فاحشاً في تحقيق الكلام عليه ، وفاته كثير من الطرق والأسانيد التي هي بذاتها صحيحة أو حسنة فضلا عن الشواهد والمتابعات ، كما يشاهد كلّ ناظر يقابل تخريجه بما خرجته هنا . الثانية : إنّه لم يلتفت إلى أقوال المصحّحين للحديث من العلماء ، ولا إلى قاعدتهم التي ذكروها في مصطلح الحديث : إنّ الحديث الضعيف يتقوّى بكثرة الطُرق ، فوقع في هذا الخطأ الفادح من تضعيف الحديث الصحيح . وكان قد نمي إليّ قبل الالتقاء به والاطلاع على رسالته أنّ أحد الدكاترة في الكويت يضعّف هذا الحديث ، وتأكّدت من ذلك حين جاءني خطاب من أحد الإخوة هناك يستدرك عليّ إيرادي الحديث في صحيح الجامع الصغير بالأرقام ( 2453 ، 2454 ، 2745 ، 7754 ) ; لأنّ الدكتور المشار إليه قد ضعّفه ، وأنّ هذا استغرب منّي تصحيحه ! ويرجو الأخ المشار إليه أن أُعيد النظر في تحقيق هذا الحديث ، وقد فعلت ذلك احتياطاً ، فلعلّه يجد فيه ما يدلّ على خطأ الدكتور ، وخطأه هو في استرواحه واعتماده عليه ، وعدم تنبيه للفرق بين ناشئ في هذا العلم ومتمكّن فيه ، وهي غفلة أصابت كثير من الناس الذي يتبعون كلّ من كتب في هذا المجال ، وليست له قدم راسخة فيه ، واللّه المستعان ) انتهى كلام الشيخ الألباني . وقال ابن كثير في تفسيره 4 : 142 : ( وقد ثبت في الصحيح أنّ رسول اللّه ( صلى الله عليه وسلم ) قال في خطبته بغدير خمّ : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي ، وأنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض » . . ) . ومن هذا الكلام يتّضح أنّ ما ذكره عثمان الخميس في كتابه كشف الجاني : 178 من اتهام المؤلّف بالكذب في وجود هذا الحديث في صحيح مسلم والترمذي ما هو إلاّ مكابرة وتعنت وليست غفلة ، مع أنّ الشيخ الألباني والملقّب ببخاري العصر عند السلفية يصرّح بأنّه في صحيح مسلم والترمذي وغيرها من المصادر وكذلك ابن كثير ، والحديث صحيح لا غبار عليه ، بل كما ذكرنا في تعليقة سابقة أنّه حديث متواتر . وأعجب من ذلك تكذيب عثمان الخميس للحديث ، مع تصريح أئمته بأنّه صحيح ، بل وتصريح بعضهم بأنّه متواتر ، فهل يدّعي عثمان بأنّه أعلم من الشيخ الألباني وابن كثير وغيرهم المصرّحين بصحة الحديث ؟ ! ولا يبعد ذلك منه بعدما رأيناه في كتابه كشف الجاني ينكر الواضحات والمسلمات الثابتة عندهم ! ! وللّه في خلقه شؤون .

189

نام کتاب : الشيعة هم أهل السنة نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 189
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست