« أهل سنّة وجماعة » . أيّ جماعة هذه ؟ مالكية ، أم حنفية ، أم شافعية ، أم حنبلية ؟ ! فلا هذا ولا ذاك ، وإنّما هي جماعة معاوية بن أبي سفيان ، وهم الذين وافقوه على لعن علي بن أبي طالب ، وجعلوها سنّةً متّبعة ثمانين عاماً . ولماذا يُسمح بالخلاف وتعدّد الآراء والفتيا في المسألة الواحدة ، ويُصبح خلافهم رحمةً ما دام مقصوراً على المذاهب الأربعة ، فإذا خالفهم مجتهدٌ آخر كفّروه وأخرجوه عن الإسلام ؟ ولماذا لا يحمَلُ خلاف الشيعة لهم كالخلاف فيما بينهم لو كانوا مُنصفين وعاقلين ؟ ولكنّ ذنب الشيعة لا يغتفر ; لأنّهم لا يقدّمون على علي أمير المؤمنين أحداً من الصحابة ، وهذا هو جوهر الخلاف الذي لا يتحمّله « أهل السنّة والجماعة » الذين اتّفقوا على شيء واحد ألا وهو إقصاء علي عن الخلافة ، وطمس فضله وحقائقه . ثامناً : نلاحظ بأنّ الحكّام الذين استولوا على أموال المسلمين بالقهر والقوة ، نراهم يوزّعون هذه الأموال بسخاء على علماء السوء والمتزلّفين إليهم ; لاستمالتهم وشراء ضمائرهم ودينهم بدنياهم . قال مالك : ثمّ أمر لي بألف دينار عيناً ذهباً ، وكسوة عظيمة ، وأمر لابني بألف دينار . فهذا ما اعترف به مالك على نفسه ، وقد يكون ما لم يحدّث به أكثر من ذلك بكثير ; لأنّ مالكاً كان يشعر بالحرج من العطايا الظّاهرة ، فكان لا يحبّ