حكّام الجور هم الذين نصَّبوا أئمة « أهلّ السنّة » ومما يدلّنا على أنّ أئمة المذاهب الأربعة من « أهل السنّة » هم أيضاً خالفوا كتاب الله وسنّة النبيّ الذي أمرهم بالاقتداء بالعترة الطّاهرة ، فلم نجد واحداً منهم لوى عنقه ، وركب سفينتهم ، وعرف إمام زمانه . فهذا أبو حنيفة الذي تتلمذ على الإمام الصادق ، والذي اشتهر عنه قوله : « لولا السنتان لهلك النعمان » ( 1 ) نجده قد ابتدع مذهباً يقوم على القياس والعمل بالرّأي مقابل النصوص الصريحة . وهذا مالك الذي تلقّى هو الآخر عن الإمام الصادق ، ويُروى عنه قوله : « ما رأت عينٌ ولا سمعتْ أُذن ولا خطر على قلب بشر أفقه وأعلم من جعفر الصادق » ( 2 ) نجده قد ابتدع مذهباً في الإسلام ، وترك إمام زمانه الذي يشهد بنفسه أنّه أعلم وأفقه البشر في عصره ، فقد نفخ في روعه الحكّام العباسيون وسمّوه « إمام دار الهجرة » فأصبح مالك بعدها صاحب الجاه والسلطان والحول والطول . وهذا الشافعي الذي يُتّهم بأنّه كان يتشيّع لأهل البيت ، فقد قال في حقّهم تلك الأبيات المشهورة : < شعر > يا أهل بيت رسول الله حبّكم * فرض من الله في القرآن أنزله < / شعر >