responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة هم أهل السنة نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 126


مضى محمّد فابنه جعفر ، فإذا مضى جعفر فابنه موسى ، فإذا مضى موسى فابنه علي ، فإذا مضى علي فابنه محمّد ، فإذا مضى محمّد فابنه علي ، فإذا مضى علي فابنه الحسن ، فإذا مضى الحسن فابنه الحجّة محمّد المهدي ، فهؤلاء اثنا عشر » ، قال : فأسلم اليهودي وحمد الله على الهداية ( 1 ) .
ولو أردنا تصفّح كتب الشيعة وما فيها من الحقائق بخصوص هذا الموضوع لوجدنا أضعاف ذلك .
ولكن يكفينا دليلا أنّ علماء « أهل السنّة والجماعة » يعترفون بعدد الأئمة الاثني عشرة ، ولا وجود لهؤلاء الأئمّة غير علي وبنيه الطّاهرين .
وممّا يزيدنا يقيناً أنّ الأئمة الاثني عشر من أهل البيت ، لم يتتلمذوا على أيّ واحد من علماء الأُمّة ، فلم يروِ لنا أصحاب التواريخ ولا المحدّثون وأصحاب السير ، بأنّ أحد الأئمّة من أهل البيت تلقّى علمه من بعض الصحابة أو التابعين ، كما هو الحال بالنّسبة لكلّ علماء الأُمّة وأئمّتهم ( 2 ) .


1 - ينابيع المودة للقندوزي 3 : 282 ، عن فرائد السمطين للحمويني 2 : 132 ح 431 . 2 - نعم ، ورد في الكتب الروائية رواية الأئمة عن الصحابي أو التابعي ، وهذا غير أخذ العلم والتتلمذ عليهم ، فالرواية عن شخص شيء وأخذ العلم عنه شيء آخر ، وهذا الدهلوي يعترف ويصرّح بأنّ علماء أهل السنّة تتلمذوا على يد الأئمة ( عليهم السلام ) وأخذوا العلم عنهم ( راجع مختصر التحفة للآلوسي : 8 ، 34 ، 193 ، التحفة الاثني عشرية للدهلوي : 93 ، 142 ، 467 ، والإمام الصادق لأبي زهرة : 53 ) . ثمّ إنّ جهات علوم الأئمة ( عليهم السلام ) متعدّدة ، فقد ورد في الكافي 1 : 264 إنّ مبلغ علمهم على ثلاثة وجوه : ماض ، وغابر ، وحادث . أمّا الماضي فمفسّر ، وأمّا الغابر فمزبور ، وأمّا الحادث فقذف في القلوب ونقر في الأسماع وهو أفضلها ولا نبيّ بعد نبيّنا . ويقول المجلسي ( رحمه الله ) في مرآة العقول 3 : 126 عند شرحه لهذا الحديث : « ( أمّا الماضي فمفسّر ) أي فسّره لنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ( وأمّا الغابر ) أي المتعلّق بالأمُور الآتية المحتومة ( فمزبور ) أي مكتوب لنا في الجامعة ومصحف فاطمة ( عليها السلام ) وغيرها ، والشرائع والأحكام داخل فيهما أو في أحدهما ، ( وأمّا الحادث ) وهو ما يتجدّد من الله تعالى حتمه من الأُمور أو العلوم أو المعارف الربانية أو تفصيل المجملات ( فقذف في القلوب ) بالإلهام من الله تعالى بلا توسّط ملك ( أو نقر في الأسماع ) بتحديث الملك إيّاهم . . . ولما كان هذا القول منه ( عليه السلام ) يوهم ادّعاء النبوة - فإنّ الأخبار عن الملك عند الناس مخصوص بالأنبياء - نفى ذلك الوهم بقوله : ( ولا نبيّ بعد نبيّنا ) . . . » . وعند مراجعة كتاب كشف الجاني لعثمان الخميس : 171 نجده غالط في موارد كثيرة وأُمور متعدّدة ، فذكر أنّ المؤلّف يكذب بقوله : إنّ أئمة أهل البيت لم يتتلمذوا على أي عالم من علماء الأُمّة ، فيشكل عليه بأنّهم تتلمذوا على يد غيرهم ، مستدلا علي ذلك بكتب أهل السنّة أنفسهم ! ! وفي هذه مغالطة واضحة ; إذ كيف يعترض على خصمه ويتهمه بالكذب ، ثمّ يستدلّ على كذبه بمصادره لا بمصادر الخصم ، أو بمصادر مقبولة من الطرفين ؟ ! وهذا عين المغالطة والخلط في الاستدلال . وذكر في كلامه أيضاً ترجمة لأئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وقد نحى في ترجمته لأئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) منحى النواصب والمعادين لهم ( عليهم السلام ) ، إذ إنّه عندما يذكر ترجمة إمام من الأئمة يذهب إلى المترجمين الشاذين والمبغضين لأهل البيت ( عليهم السلام ) ، والذين يسعون دائماً إلى التقليل من شأنهم وتضعيف فضائلهم فيذهب إلى هؤلاء ويأتي بكلامهم ، ويترك كلام علماء أهل السنّة المعتدلين والمنصفين والذين لهم شأنهم في الوسط العلمي . ونذكر على سبيل المثال نماذج لذلك : ذكر في الصفحة 173 في ترجمة الإمام الرضا كلام ابن طاهر وابن حبان والذي فيه طعن وتقليل من شأن الإمام ، وترك كلام بقية العلماء من أئمة الرجال والجرح والتعديل ، فترك كلام إمام السنّة أحمد بن حنبل والذي قال عن رواية ورد في سندها الإمام الرضا ، وكان يرويها عن آبائه فقال : ( لو قرأت هذه الإسناد على مجنون لبرئ من جنته ) أورده ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة : 310 . وقال الحاكم النيسابوري في تاريخه : ( كان يفتي في مسجد رسول اللّه وهو ابن نيف وعشرين سنة ، روى عنه من أئمة الحديث : آدم بن أبي أياس ، ونصر بن علي الجهضمي ، ومحمّد بن رافع القشيري ) نقل كلامه ابن حجر في تهذيب التهذيب 5 : 746 . وقال الحافظ جمال الدين بن الجوزي في المنتظم 10 : 120 : ( علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب . . . سمع أباه وعمومته ، وكان يفتي في مسجد رسول اللّه وهو ابن نيف وعشرين سنة ) . وقال ابن النجار : ( وكان من العلم والدين بمكان ، كان يفتي في مسجد رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو ابن نيف وعشرين سنة ) ذيل تاريخ بغداد 4 : 135 . إلى غير ذلك من الكلمات الكثيرة والتي تتجاوز عشرات الأقوال في حق الإمام الرضا ومنزلته وعلمه . وذكر في الصفحة 173 الإمام الحسن العسكري فقال عنه : قال ابن حجر : ضعّفه ابن الجوزي في الموضوعات فهو اعتمد فقط على ابن الجوزي وترك بقية العلماء ، مع أنّ ابن الجوزي معروف بالتساهل وعدم التثبت ، ولذلك ألّف الذهبي كتاب تلخيص الموضوعات استدراكاً عليه ، وارجع إلى مقدمة الكتاب لترى كلماتهم في ابن الجوزي وكيفية تساهله وعدم تثبّته . قال سبط بن الجوزي عن الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) : ( هو الحسن بن علي بن محمّد بن علي بن موسى الرضا . . كان عالماً ثقة ) تذكرة الخواص : 324 . وقال ابن الصباغ المالكي : ( مناقب سيّدنا أبي محمّد الحسن العسكري دالّة على أنّه السري بن السري ، فلا يشكّ في إمامته أحد ولا يمتري . . . واحد زمانه من غير مدافع ونسيج وحده من غير منازع ، إمام أهل دهره ، أقواله سديدة وأفعاله حميدة . . ) الفصول المهمة : 279 . وقال الشيخ مؤمن الشبلنجي : ( فصل في ذكر مناقب الحسن الخالص بن علي الهادي . . رضي اللّه عنهم : ومناقبه ( رضي الله عنه ) كثيرة . . ولما ذاع خبر وفاته ارتجت سرّ من رأى ، وقامت صيحة واحدة ، وعطلت الأسواق ، وغلقت الدكاكين وركب بنو هاشم والكتّاب والقضاة والمعدلون وسائر الناس إلى جنازته ، فكانت سرّ من رأى يومئذ شبيهة بالقيامة ) . نور الأبصار في مناقب آل بيت النبيّ المختار : 183 - 185 . وقال عارف أحمد : ( كان من الزهد والعلم على أمر عظيم . . ) الجوهر الشفاف في أنساب السادة الأشراف 1 : 160 . وقد ذكرنا هذين الإمامين سلام اللّه عليهما كنموذجين للقارئ حتى يعرف كيف يتعامل أعداء أهل البيت ومبغضيهم مع فضائلهم ومناقبهم ، وأنّهم دائماً يسعون للطعن بهم والتقليل من شأنهم .

126

نام کتاب : الشيعة هم أهل السنة نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 126
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست