في مقابل النصّ ، كما يؤمنون بخلافة علي وبنيه ; لأنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نصّ على ذلك ، فهم يسمّونهم خلفاء الرسول ، ولو لم يصل منهم إلى الخلافة الفعلية إلاّ علي ، ويرفضون ولا يعترفون بالحكّام الذين تداولوا الخلافة من أولها إلى آخرها ; لأنّ أساسها كان فلتةً وقى الله شرّها ، ولأنّها قامت رفضاً وردّاً على الله ورسوله ، وكلّ الذين جاؤوا بعدها هم عيال عليها ، فلم يقم خليفة إلاّ بتعيين السابق له ، أو بالقتال والتغلّب والقهر ( 1 ) . ولذلك اضطرّ « أهل السنّة والجماعة » للقول بإمامة البرّ والفاجر ، لأنّهم قبِلوا بخلافة كلّ الحكّام حتى الفاسقين منهم . وامتاز الشيعة الإمامية بالقول بوجوب عصمة الإمام ، فلا تصحّ الإمامة الكبرى وقيادة الأُمّة إلاّ للإمام المعصوم ، وليس في هذه الأُمّة بشر معصوم إلاّ الذين أذهب الله عنهم الرِّجس وطهرهم تطهيراً .
1 - يُستثنى من ذلك فقط خلافة علي بن أبي طالب ، فهو الوحيد الذي لم يتعيّن من قِبَل الذي سبقه ، ولم يتسلّط عليها بالقهر والقوّة ، بل بايعه المسلمون بكل حرّية وطواعية ، بل ودعوه إليها بإصرار ( المؤلّف ) .