* ( أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ ) * ( 1 ) . 5 - الزبير بن العوّام : هو أيضاً من كبار الصحابة ومن المهاجرين الأوّلين ، وله قرابة قريبة من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فهو ابن صفيّة بنت عبد المطّلب عمّة النبيّ . وهو أيضاً زوج أسماء بنت أبي بكر أُخت عائشة ، وهو أحد الستة الذين رشحهم عمر بن الخطّاب للخلافة ( 2 ) . وهو أيضاً من المبشّرين بالجنّة على ما يقول « أهل السنّة والجماعة » . ولا غرابة أن نجده دائماً في صحبة شبيهه طلحة ، فلا يذكر طلحة إلاّ ومعه الزبير ، ولا الزبير إلاّ ومعه طلحة . وهو أيضاً من الذين تنافسوا في الدّنيا وملأوا منها البطون ، فقد بلغتْ تركته حسبما يذكره الطّبري ، خمسين ألف دينار ، وألف فرس ، وألف عبد ،
1 - السجدة : 19 - 20 . 2 - لقد ابتكر عمر بن الخطّاب هذه الفكرة وهي من الدّهاء بمكان ، وذلك ليخلق معارضين لعلي ومنافسين له ; لأنّ الصحابة كلّهم كانوا على علم تامّ بأنّ الخلافة هي من حقّ عليّ وإنّما اغتصبتها قريش اغتصاباً ، ولمّا حاججتهم فاطمة الزهراء قالوا لها : لو سبق إلينا زوجك وابن عمّك ما عدلنا به أحداً ، فما رضي عمر بن الخطّاب أن تعود الخلافة بعد موته لصاحبها الشرعي فخلق له منافسين بهذه الطريقة ، فطمع كلّ منهم بالخلافة وحدّثتهم أنفسهم بالرئاسة فباعوا دينهم بدنياهم فما ربحت تجارتهم ( المؤلّف ) .