نام کتاب : الشيعة في مصر من الإمام علي ( ع ) حتى الإمام الخميني نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 55
لنفسه فبذل الأموال وأضعف العاضد باستنفاد ما عنده من المال . فلم يزل أمره في ازدياد وأمر العاضد في نقصان . وأقطع أصحابه البلاد . وأبعد أهل مصر وأضعفهم . واستبد بالأمور ومنع العاضد من التصرف . حتى تبين للناس ما يريده من إزالة الدولة . وتتبع جند العاضد وأخذ دور الأمراء وإقصاعاتهم فوهبها لأصحابه . وبعث إلى أبيه وإخوته . وأهله فقدموا من الشام عليه . . فلما كان في سنة ست وستين أبطل المكوس من ديار مصر . وهدم دار المعونة بمصر وعمرها مدرسة للشافعية . وأنشأ مدرسة أخرى للمالكية . وعزل قضاة مصر الشيعة وقلد القضاء صدر الدين عبد الملك بن درباس الشافعي . وجعل إليه الحكم في إقليم مصر كله . وعزل سائر القضاة - في الأقاليم - واستناب قضاة شافعية . فتظاهر الناس من تلك السنة بمذهب مالك والشافعي . واختفى مذهب الشيعة إلى أن نسي من مصر . ثم قبض على سائر من بقي من أمراء الدولة وأنزل أصحابه في دورهم في ليلة واحدة . فأصبح البلد من العويل والبكاء ما يذهل . . وتحكم أصحابه في البلد بأيديهم وأخرج أقطاعات سائر المصريين لأصحابه . وقبض على القصور وسلمها إلى الطواش بهاء الدين قراقوش الأسدي وجعله زمامها . وصار العاضد معتقلا تحت يده . وأبطل من الآذان حي على خير العمل . وأزال شعار الدولة وخطب لخليفة بغداد . . ( 1 ) هذه هي ملامح الانقلاب الأيوبي في مصر . ذلك الانقلاب الذي باركه الفقهاء والمؤرخون . لكونه أرحامهم من خصومهم الشيعة . وإن كان لم يحقق شيئا للإسلام وإنما حقق النفوذ والتمكن لآل أيوب . . وهو من وجهة نظر هؤلاء الفقهاء والمؤرخون يعتبر هذا الانقلاب نصرا للإسلام باعتبار أن مذهب أهل السنة الذي يمثله صلاح الدين هو الإسلام الحق . أما مذهب الشيعة فهو مذهب الزنادقة الباطنية . . وقد عبر كثير من الفقهاء المؤرخين عن فرحتهم بسقوط دولة الفاطميين
55
نام کتاب : الشيعة في مصر من الإمام علي ( ع ) حتى الإمام الخميني نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 55