نام کتاب : الشيعة في مصر من الإمام علي ( ع ) حتى الإمام الخميني نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 39
وهذه الحادثة الثانية ليست إلا رد فعل لمؤامرة صلاح الدين على الفاطميين وبطشه بالشيعة في مصر على ما سوف نبين . . ومثل هذه المواقف وغيرها مما ينسب للفاطميين إنما هي مواقف سياسية بحتة لا صلة لها بالمذهب الشيعي ولا يجوز تحميلها على أساس عقائدي . فإن السياسة كثيرا ما تتمرد على الدين وإذا ما حاولنا ضبط مواقف الخلفاء - سنة وشيعة - بضوابط الإسلام فسوف نجد تناقضا كبيرا . خاصة خلفاء بني أمية وبني العباس . . ( 63 ) والفاطميين على الرغم من نجاحهم في تحويل المصريين من السنة إلى الشيعة ليتحول الشيعة إلى أغلبية في مصر . رغم ذلك لم يضطهدوا المذهب السني . بل كان له وجوده ونشاطه . حتى إن بعض فقهاء المالكية والشافعية تولوا مناصب في الدولة مثل القاضي أبي عبد الله القضاعي الشافعي . . ( 64 ) ولعل هذا ما دفع بالقلقشندي أن يقول : إن مذهبي مالك والشافعي ظاهري الشعار في زمن الفاطميين . . ( 65 ) ولو كان الفاطميون باطنية وزنادقة ويضمرون العداء للإسلام والمسلمين كما يدعون فلما ذا تسامحوا مع المذاهب الأخرى وهي واقعة في دائرة نفوذهم . . ؟ يقول الدكتور عبد المنعم الماجد : لا بد لنا أن نقر أن الدعوة - الشيعية - أيام المستنصر نجحت إلى حد لم يسبق لها . وأن المسلمين من غير الشيعة والقبط . كانوا يتمتعون بحريتهم المذهبية والعقيدية إلى حد كبير . . ( 66 ) * شهادة المؤرخين للفاطميين : إن القارئ المتتبع لتاريخ الفاطميين يظهر له التناقض الواضح في مواقف المؤرخين من خلفائهم . . ففي الوقت الذي يتهمهم فيه المؤرخون بالزيغ والضلال وفساد العقيدة وينفون نسبهم لآل البيت وينعتونهم بالعبيديين نسبة إلى عبيد الله المهدي مؤسس الدولة في بلاد المغرب .
39
نام کتاب : الشيعة في مصر من الإمام علي ( ع ) حتى الإمام الخميني نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 39