نام کتاب : الشيعة في مصر من الإمام علي ( ع ) حتى الإمام الخميني نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 179
وبالنسبة للتساؤل الأول فإنه يمكن القول أن نظرة الحكومة للشيعة والجماعات هي نظرة واحدة من المنظور الأمن . فإن المحاذير الأمنية عند الحكومة عادة لا تختص بفئة دون فئة من شتى فئات المعارضة التي تواجهها . . وقد سعت جماعة الإخوان سعيا جاهدا من أجل إثبات حسن نواياها تجاه الحكومة أملا في الحصول على الشريعة وفي النهاية طوقت أنشطتها والتمهيدات جارية من أجل ضربها . . ويبدوا أن هناك عوامل خارجية تتحكم في موقف الحكومة تجاه القوى المعارضة لها خاصة التيار الإسلامي منها . . أما الحديث عن الأهداف السياسية للشيعة فهو محاولة استدراج لها من أجل إثارة الشبهات حول أنشطتها . . فإن جوهر التحريك ينحصر في دائرة محدودة وهي التمهيد أو التوطئة لظهور الإمام الغائب . وإن كانت الشيعة قد أقحمت في السياسة في بعض البلدان فهذا الأمر راجع لظروف الواقع وملابساته وليس للشيعة ذاتها . . وحركة التشيع في مصر إنما هي في طور النبو ولم تثبت قدمها على ساحة الواقع بعد وفوق ذلك هي حركة معلنه . . ولا يعني أن إيران تدين بالمذهب الشيعي أن شيعة العالم يقفون ورائها كالبنيان المرصوص . فهذا التصور فيه تجاوز كبير للحقيقة . فهناك قطاعات شيعية على خلاف مع إيران . . إن محاولة ربط الشيعة في مصر بإيران إنما هي مسألة سياسية بحتة لا صلة لها بالمذهب الشيعي ذاته . . إننا نرى المد السعودي قد اخترق الوسط الإسلامي والثقافي في مصر على أعين الحكومة . فهل تغاضي الحكومة عن هذا الوضع من باب الحرص على نشر المذهب الوهابي السني . أم أن المسألة سياسية ولا صله لها بالمذاهب . . ؟ ونحن نطرح هذا التساؤلات مع ملاحظة أن الخط السلفي الوهابي هو الأساس
179
نام کتاب : الشيعة في مصر من الإمام علي ( ع ) حتى الإمام الخميني نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 179