نام کتاب : الشيعة في مصر من الإمام علي ( ع ) حتى الإمام الخميني نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 154
المتفق عليها ويعذر بعضهم بعضا فيما وراء ذلك مما ليس شرطا من شروط الأيمان ولا ركنا من أركان الإسلام ولا إنكارا لما هو معلوم من الدين بالضرورة . ( 2 ) بين الأنصار والخصوم : وقد كان لجماعة التقريب في بداية معارضون ينابذونها العداء ويثيرون من حولها الشبهات . . يقول الشيخ محمود شلتوت : كان الجو السائد عند بدء الدعوة مليئا بالطعون والتهم مشحونا بالافتراءات وأسباب القطيعة وسوء الظن من كل فريق بالآخر حتى عد تكوين الجماعة بأعضائها من المذاهب المختلفة . السنية الأربعة . والإمامية والزيدية . نصرا مبينا أهاج نفوس الحاقدين . وهو جمت الدعوة لا من فريق واحد بل من المتعصبين أو المتزمتين من كلا الفريقين . السني الذي يرى أن التقريب يريد أن يجعل من السنيين شيعة . والشيعي الذي يرى إننا نريد أن المذاهب . أو إدماج بعضها في بعض . . حارب هذه الدعوة ضيقو الأفق . كما حاربها صنف آخر من ذوي الأغراض الخاصة السيئة ولا تخلو أي أمة من هذا الصنف من الناس . حاربها الذين لا يجدون في التفرق ضمانا لبقائهم وعيشهم . وحاربها ذوو النفوس المريضة وأصحاب الأهواء والنزعات الخاصة . هؤلاء وأولئك ممن يؤجرون أقلامهم لسياسات مفرقة لها أساليبها المباشرة وغير المباشرة في مقاومة أية حركة إصلاحية . والوقوف في سبيل كل عمل يضم شمل المسلمين ويجمع كلمتهم . . ( 3 ) ويقول الشيخ القمي وهو يضرب مثلا عن أن الثقافة الإسلامية هي سبيل وحدة المسلمين : وهكذا تحولت الثقافة الإسلامية من عامة جامعة إلى مذهبية ضيقة . ومن قومية شائعة إلى طائفية محدودة . وعكف كل عالم على مراجع مذهبه وأغضى عما في المذاهب الأخرى . وتعصب لما درس . واستراب في كل ما جهل . وتأثرت كل طائفة بعلمائها وتمسكت بنهجهم ونفرت من كل من يخالفهم في الرأي . ذهبت إلى الشك في عقائد الطوائف الأخرى . . وفي رأيي أن ثقافة
154
نام کتاب : الشيعة في مصر من الإمام علي ( ع ) حتى الإمام الخميني نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 154