نام کتاب : الشيعة في مصر من الإمام علي ( ع ) حتى الإمام الخميني نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 111
رأس الحسين : كثرت غارات الصليبيين على الشام في أواخر العصر الفاطمي مما دفع بالفاطميين إلى الدخول في مواجهات عسكرية معهم وإجلائهم عن القدس وعسقلان في عام 491 ه على يد الأفضل بن أمير الجيوش . . والأفضل هذا هو الذي حمل رأس الحسين وكان مدفونا في عسقلان فأخرجه وعطره وحمله في سفط إلى أجل دار بها وعمر المشهد . فلما تكامل حمل الأفضل الرأس الشريف على صدره وسعى به ماشيا إلى أن أحله في مقره . . ( 8 ) وقيل إن المشهد بعسقلان بناه أمير الجيوش بدر الجمالي وكمله ابنه الأفضل . . ( 9 ) إلا أن الفاطميين خشوا على الرأس من الصليبيين فقرروا حمله إلى القاهرة من عسقلان . وقد وصل الرأس إلى مصر في يوم الأحد ثامن جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة . وكان الذي وصل بالرأس من عسقلان الأمير سيف المملكة تميم واليها والقاضي المؤتمن ابن مسكين شارفها . وحصل في القصر يوم الثلاثاء العاشر من جمادى الآخرة المذكور . . ( 10 ) ويذكر أن الرأس الشريف لما أخرج من المشهد بعسقلان وجد دمه لم يجف وله ريح كريح المسلك . فقدم به الأستاذ مكنون في عشارى من عشاريات الخدمة وأنزال به إلى الكافوري . ثم حمل في السرداب إلى القصر الزمرد . ثم دفن عند قبة الديلم بباب دهليز الخدمة . فكان من يدخل الخدمة يقبل الأرض أمام القبر . وكانوا يتحرون يوم عاشورا عند القبر الإبل والقبر والغنم ويكثرون النوح والبكاء ويسبون من قتل الحسين ولم يزالوا على ذلك حتى زالت دولتهم . . ( 11 ) وذكر أن أبا صالح طلائع بنى مسجده خارج بابا زويلة ليدفن به الرأس ويفور بهذه الفخار . فغلبه أهل القصر على ذلك . وقالوا : لا يكون ذلك إلا عندنا . فعمدوا إلى هذا المكان وبنوه له . ونقلوا الرخام إليه . وذلك في خلافة الفائز على يد طلائع في سنة تسع وأربعين وخمسمائة . . ( 12 )
111
نام کتاب : الشيعة في مصر من الإمام علي ( ع ) حتى الإمام الخميني نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 111