responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيف والسياسة نویسنده : صالح الورداني    جلد : 1  صفحه : 96


وتحاول كتب التاريخ والمؤرخون الدفاع عن عثمان وتبرئته من هذه المفاسد وإلقاء المسؤولية على قوم آخرين [15] .
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : ما دور الإمام علي في الصدام الذي وقع بين المسلمين وعثمان . . ؟ .
هل تحالف الإمام مع الثوار ضد عثمان . أم صد عن الثورة . . ؟ .
إن المؤرخين يحاولون جاهدين تبييض وجه عثمان بإظهار الإمام علي بمظهر المؤيد له والمتعاطف معه . حتى أنه تصدى للثوار الذين يحاصرون بيت عثمان ووضع الحسن والحسين على بابه شاهرين سيوفهما في وجه الثوار وقد وبخهم توبيخا شديدا على تهاونهما في الدفاع عنه بعد مصرعه [16] .
إلا أن المتتبع لأحداث تلك الفترة يكتشف أن الإمام قد بذل جهدا كبيرا في نصح عثمان ومحاولة تحريره من سيطرة بن أمية . لكن جهوده هذه قد ضاعت هباءا منثورا أمام إصرار عثمان وموقفه المتصلب والمتعصب لقومه [17] .
وأمام موقف عثمان هذا اضطر الإمام إلى التنحي جانبا مفسحا الطريق أمام الثوار الذين يدافعون عن حقوق المسلمين لينالوا من عثمان . .
وإذا كان معظم الذين شاركوا في الثورة والذين تزعموها هم من أتباع الإمام ومن تلامذته . فبهذا يتأكد لنا أن الإمام هو المحرك الأول لهذه الثورة التي كانت ترفع لواء الإسلام الحق في مواجهة بني أمية . أو بصورة أخرى ترفع لواء آل البيت في . مواجهة الخط القبلي الذي كشف عن وجهه القبيح على يد عثمان .
إن الصراع لم يكن صراع بين ظالم ومظلوم كما يحلو للبعض تصويره بذلك وإنما كان صراعا بين الحق والباطل .
الحق المتمثل في الثوار . .
والباطل المتمثل في عثمان وبني أمية .



[15] أنظر كتب التاريخ . وكتاب العواصم من القواصم . والمغني للقاضي عبد الجبار ج‌ 20 .
[16] أنظر الطبري والبداية والنهاية والكامل لابن الأثير .
[17] أنظر مروج الذهب والإمامة والسياسة والطبري والبداية والنهاية لابن كثير .

96

نام کتاب : السيف والسياسة نویسنده : صالح الورداني    جلد : 1  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست