نام کتاب : السيف والسياسة نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 89
لم يكن عثمان كسابقيه يحتاط لأمره ويحسب لخصومه ويداري قبيلته . وإنما وبمجرد أن أمسك زمام الحكم في يده جهر بقبيلته وأظهر ميله لقومه معلنا أمويته فأسخط عليه الناس واستفز الجميع حتى أنصاره ومؤيديه من خارج بني أمية . . لقد تجاوز عثمان حدود الخط القبلي الذي رسمه من قبله أبي بكر وعمر وحصر هذا الخط في دائرة بني أمية . وهو قد خالف الكتاب والسنة . وضرب عرض الحائط بنصح الآخرين ولم يعبأ بأحد . فهل كان مركز عثمان من القوة بحيث جعله يتمادى في موقفه هذا . . ؟ . أم أنه وجد الخط القبلي قد ترسخ وتمكن على ساحة الواقع ولم تعد هناك حاجة للتمويه أو المواربة . . ؟ . إن الضربات التي وجهت لخط آل البيت بقيادة الإمام علي بداية من عهد أبي بكر وحتى عهد عمر أضعفت من شوكة هذا الخط وقدراته . فقد كانت كل الضغوط مركزة عليه وكل العوائق تقف في طريقه لكونه يمثل الاتجاه الفاعل والوحيد الذي يقف في مواجهة الخط القبلي . فمن ثم فإن صدام الخط القبلي به أمر حتمي ومصيري . فالخط القبلي لن يعيش إلا على حساب خط آل البيت . . وخط آل البيت ليس أمامه إلا التعايش مع الخط القبلي والاعتراف به أو قبول الفناء التدريجي كجماعة لها وجودها ولها أنصارها وليس كاتجاه له عقيدته وفكره المتميز . ولقد عمل أبو بكر وعمر على تشتيت الصحابة الموالين للإمام في الأمصار حف لا يشكلوا بتواجدهم حوله قوة ضغط على الخط القبلي . وعندما جاء عثمان وجد الظروف والأوضاع مهيأة لإعلان نتيجة الخط القبلي ووضع أساس الخط الأموي . فالخط القبلي من شأنه أن يضعف مع مرور الزمن ولا بد له من أن يتركز في النهاية في دائرة أقوى عائلة من عائلات هذا الخط .
89
نام کتاب : السيف والسياسة نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 89