نام کتاب : السيف والسياسة نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 82
بين خليفة وواحد من عماله . فإن اللغة التي يخاطب بها معاوية عمر إنما تشير إلى أن معاوية يشكل ندا لعمر . . ويروى أن معاوية دخل على عمر وعليه حلة خضراء فنظر إليه الصحابة . فلما رأى ذلك عمر قام ومعه الدرة فجعل ضربا بمعاوية ومعاوية يقول الله الله يا أمير المؤمنين فيم فيم . فلم يكلمه حتى رجع فجلس في مجلسه . فقالوا له لم ضربت الفتى وما في قومك مثله ؟ فقال ما رأيت إلا خيرا وما بلغني إلا خير ولكني رأيته وأشار بيده يعني إلى فوق فأردت أن أضع منه . . [28] فتأمل قول عمر ما رأيت إلا خيرا وما بلغني إلا خير . أي أن سيرة معاوية ومواقفه محل رضا عمر التام والشئ الوحيد الذي استفز عمر في شخصية معاوية هو غروره فقام بضربه ليحط منه ويقضي على غروره . . فهل قضى عمر على غرور معاوية وحال بينه وبين تطلعاته . . ؟ وتلفت انتباهنا ملاحظة هامة من خلال هذه الرواية وهي قول جلساء عمر : لم ضربت الفتى وما في قومك مثله . . ؟ فمن الواضح أن أصحاب هذا القول هم من أنصار الخط الأموي . إذ كيف يجعلون معاوية لا يساويه أحد من الصحابة . وكيف يقبل عمر منهم هذا القول ؟ إننا بعد عرض هذه الروايات لا نكون مبالغين إذا ما قلنا أن معاوية إنما هو من صناعة عمر . استظل به واحتمى بحمايته . وإن عمر كان يدرك تماما مدى خطورة معاوية وأطماعه ولعله قد بلغه تحذير الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) من بني أمية . . [29]
[28] المرجع السابق [29] وردت عدة أحاديث تذم بني أمية على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم مثل قوله . هلاك أمتي على يدي غلمة من قريش . قال أبو هريرة إن شئت أن أسميهم بني فلان وبني فلان . وقوله يهلك الناس هذا الحي من قريش . قالوا فما تأمرنا ؟ قال : لو أن الناس اعتزلوهم . كما ورد عن الرسول قوله إن بني أمية هم الشجرة الملعونة في القرآن . أنظر الدر المنثور 4 / 191 وانظر البخاري كتاب الفتن . . .
82
نام کتاب : السيف والسياسة نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 82