نام کتاب : السيف والسياسة نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 80
فكيف بطليق ابن طليق أن يلي أمر المسلمين في حضرة كبار الصحابة ووجود آل البيت . ؟ وكيف بعمر على شدته في الحق وتقواه أن يقدم على مثل هذا الأمر . . ؟ يبدو لنا من خلال رصد علاقة عمر بمعاوية أن هناك شيئا غامضا يبلور علاقته به وهذا الشئ غير واضح في كتب التاريخ . . ربما يكون عمر قد أحس بضعفه في مواجهة خصومه فأراد أن يتحصن ببني أمية . . وربما أراد أن يضع حجر عثرة في طريق حركة آل البيت من بعده . . وربما يكون في الأمر شيئا آخر . إلا أن ما يعنينا قوله هو أن تولية معاوية على الشام لا يمكن اعتباره مجرد خطأ . . لقد أخذ الخط الأموي دفعته الأولى من عمر بتمكين معاوية على أرض الشام وبدأ يعد العدة لتحطيم العوائق التي تقف في طريقه وعلى رأسها دولة الخلافة . . ولا بد لنا من استقصاء الروايات التي تتعلق بموقف عمر من معاوية حتى يتبين لنا الأمر بصورة كثر وضوحا . . يروي ابن حجر : كان عمر إذا نظر إلى معاوية قال هذا كسرى العرب . . [25] أما مناسبة هذا الكلام فيرويها ابن عبد البر : قال عمر إذ دخل الشام ورأى معاوية : هذا كسرى العرب . وكان قد تلقاه معاوية في موكب عظيم . فلما دنا منه قال له أنت صاحب الموكب العظيم . قال نعم يا أمير المؤمنين . قال ما يبلغني عنك من وقوف ذوي الحاجات ببابك . . ؟ قال مع ما يبلغك من ذلك . قال : ولم تفعل هذا . . ؟ قال نحن بأرض جواسيس العدو بها كثير فيجب أن نظهر من عز السلطان ما نرهبهم به . فإن أمرتني فعلت وإن نهيتني انتهيت فقال عمر لمعاوية : ما أسألك عن شئ إلا تركتني في مثل رواجب الضرس إن كان ما قلت حقا إنه لرأي أريب وإن