نام کتاب : السيف والسياسة نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 63
لكن الأمر يوحي وكأن هناك طرف ثالث هو أحق بهذا الأمر ويتسابق كل من الأنصار والمهاجرين لكي يفوت عليه الفرصة . وليس هناك من تفسير لموقف عمر وتحالفه مع أبي بكر الطاعن في السن . ضد القطاعات الأخرى . سوى أن شخصية أبي بكر كانت تتيح له ذلك . . تتيح له أن يتسلقها لكي يحقق مآربه . . وتتيح له التحصن بها في مواجهة الآخرين . . وعمر لم يكن يجرؤ على ترشيح نفسه للخلافة بعد وفاة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) لأن الظروف غير ملائمة لكنه ناولها لأبي بكر ثم تناولها منه . . ولو كان عمر بهذه المكانة التي تضعه فيها الأحاديث لكان من الأولى له أن يتصدى لأمر الخلافة وهو القوي الشديد بدلا من رجل ضعيف كهل كأبي بكر . . ولو كان عمر بهذه المكانة ما ناطحته الأنصار وتطاولت عليه عندما خطب فيهم . واحتد معه الحباب قائلا : لا تسمعوا مقالة هذا . وعندما قال له عمر : يقتلك الله . رد عليه : بل إياك يقتل . . وما أمسك قيس بن سعد بلحيته وهدده . . إن القوم بين أن يكونوا قد طغت عليهم القبلية فنسوا أخلاق الإسلام وتجاوزوها . أو يكونوا أصحاب مقادير متساوية ووزن واحد ولا يملك كل منها ما يرجح به كفته على الآخر من نصوص الشرع . والراجح الأمرين معا . . وإذا كان عمر قد احتج على الأنصار بقوله : ولكن العرب لا تمتنع أن تولي أمورها من كانت النبوة فيهم . فإن هذا القول يوجب عليه التنحي مع صاحبه وإفساح الطريق أمام أهل بيت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فإنهم أرقى بيوت قريش ، فلا هو ولا صاحبه يمثلان بيتا راقيا في قريش . وهذا هو ما استفز أبو سفيان ودفعه لتحريض الإمام بقوله : ما بال هذا الأمر في أذل قبيلة من قريش وأقلها . . وتأمل تعليق ابن حجر على قول عمر لسعد بن عبادة : اقتلوه . قتله الله . .
63
نام کتاب : السيف والسياسة نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 63