نام کتاب : السيف والسياسة نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 31
والمتأمل في الأحاديث التي تختص بفضائل عائشة يجد أن هذه الأحاديث لا تشير إلى فضيلة بل ربما أشارت إلى العكس من ذلك . لنتأمل على وجه المثال الأحاديث التي تروى على لسانها عن غيرتها من خديجة ومن نسوة الرسول عموما . . روى مسلم عن عائشة أن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ذكر خديجة فغرت فقلت : وما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر فأبدلك الله خيرا منها . إلى هنا تنتهي رواية مسلم . إلا أن هناك رواية أخرى رد فيها الرسول عليها قائلا : لا والله ما أبدلني الله خيرا منها . وروت عائشة : ما غرت للنبي على امرأة من نسائه ما غرت على خديجة لكثرة ذكره إياها وما رأيتها قط . . [48] وفي هذا رد كاف على عائشة وكون خديجة أفضل منها . وماذا يمكن أن تكون قد قدمت عائشة للدعوة من بذل وعطاء حتى تفضل خديجة ؟ أنها لم تقدم شئ سوى كم كبير من الأحاديث التي خدمت الخط الأموي ونصرته على آل البيت . وتأمل قول فقهاء التبرير في الرواية المذكورة . . ينقل النووي شارح مسلم قولهم : الغيرة مسامح للنساء فيها لا عقوبة عليهن فيها لما جبلن عليه من ذلك ولهذا لم يزجر - أي الرسول - عائشة عنها . . [49] وقال القاضي : وعندي أن ذلك جرى من عائشة لصغر سنها وأول شبيبتها ولعلها لم تكن بلغت حينئذ . . [50] . فإذا كان القوم يبررون تجاوزات عائشة مع الرسول بصغر سنها فبماذا يبررون مواقفها الأخرى . وهل صغر سنها يبرر لها أن تتجاوز حدودها مع الرسول ؟ .
[48] مسلم كتاب فضائل الصحابة باب فضائل خديجة . . [49] أنظر شرح صحيح مسلم باب فضائل عائشة . . [50] المرجع السابق .
31
نام کتاب : السيف والسياسة نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 31