نام کتاب : السيف والسياسة نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 177
ودعموها ونسجوا من حولها الروايات والفتاوى التي تبرر هذه الصورة وتدفع بالمسلمين إلى التعاطف معها . . [1] فهم قد دافعوا عن انحرافات عثمان وبرروها . . ودافعوا عن بني أمية وبني العباسي . . ثم عن الأيوبيين والمماليك والعثمانيين . . ثم ها هم يبكون اليوم على دولة الخلافة العثمانية ويحلمون بعودة حكم الخلفاء . ناسين أو متناسين الجرائم والانتهاكات والدماء التي أراقها الخلفاء طوال فترات التاريخ الإسلامي من أجل تثبيت عروشهم . . إن هؤلاء الفقهاء لا تعنيهم ممارسات الحكام ومواقفهم لكونها لا تمس الدين ولا تصطدم بهم فما دامت لا تمس الدين ولا تصطدم بهم فهي إذن في صالح المسلمين . . وكيف للحكام أن يمسوا الدين وهو ركيزتهم الأساسية ووسيلة تأمين وجودهم ومستقبلهم ؟ وكيف لهم أن يصطدموا بالفقهاء وهم حلفائهم وآداتهم في تطويع المسلمين وتحذيرهم . . ؟
[1] تكتظ كتب السنن بالكثير من الروايات التي تدعم الحكام وتباركهم وتفرض على المسلمين طاعتهم والاستسلام لهم . ومن هذه الروايات المنسوبة للرسول ( صلى الله عليه وسلم ) : إسمعوا وأطيعوا - للحكام - فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم . . تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع . . من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات فميتته جاهلية . . من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيام لا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة - للحكام - مات ميتة جاهلية . . من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه . . فمن أراد أن يرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان . . أنظر مسلم كتاب الإمارة والبخاري وكتب السنن الأخرى . . ومثل هذه الروايات هي التي بني على أساسها الفقهاء موقفهم وتصورهم حول الحكم والدولة وجعلوه من المفاهيم والعقائد الثابتة التي لا يجوز للمسلم أن يتجاوزها . أنظر كتب العقائد وانظر لنا فساد عقائد أهل السنة . .
177
نام کتاب : السيف والسياسة نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 177