نام کتاب : السيف والسياسة نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 163
كانت صفين هي المنعطف التأريخي الذي انبثق منه الإسلام الأموي وساد واقع المسلمين . وكان ضرب خط الإسلام النبوي الذي رفع لواءه الإمام علي وتقوقعه هو بداية غياب التصور الإسلامي الصحيح من هذا الواقع . . ومنذ ذلك الحين بدأ معاوية وبني أمية من بعده عملية تأسيس جديدة للإسلام معتمدين فيها على الخط القبلي ورموزه البارزة وعلى الرموز الأخرى التي تحالفت معهم . . وأصبح هذا الإسلام هو الإسلام الشرعي الذي حاز على رضا الحكام على مر الزمان من بني العباس وغيرهم فقد وجدوا فيه الحصانة والشرعية التي تؤهلهم لمواجهة الإسلام النبوي والخارجين عليهم . أصبح الإسلام الأموي مباحا وخط الإمام علي محظورا ومجرما يبطش بأتباعه وينكل بهم . . وأصبح الإسلام النبوي إسلام باطل يقود إلى النار . . وأصبح الإسلام الأموي حق يقود إلى الجنة . . ولقد عاش الإسلام الأموي في كنف الحكومات ورعايتها وحمايتها فتحققت له السيادة والبقاء . . وضرب الإسلام النبوي واغتيل أئمته فاضطر إلى الاختفاء . والسؤال الذي يطرح نفسه هنا : ما هي ركائز الإسلام الأموي . . ؟ والإجابة هي أن هذا الإسلام قد قام على ثلاثة ركائز أساسية : الركيزة الأولى : مصحف عثمان أحدث عثمان فتنة كبيرة بإحراقه المصاحف وإلزامه الأمة بمصحف محدد بهدف خدمة الخط السائد وضرب خط آل البيت والتعتيم على الإسلام النبوي . [1] .
[1] أنظر لنا الخدعة فصل القرآن . ولولا إحراق عثمان للمصاحف ما قامت دولة بنو أمية . .
163
نام کتاب : السيف والسياسة نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 163