نام کتاب : السيف والسياسة نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 158
إلا أن الفقهاء فاتهم أن الإمام علي لم تجتمع عليه الأمة ومن ثم يجب حذفه من الاثني عشر كما حذف سواه بحجة عدم الاجتماع عليه . [26] . إن القوم يتخبطون في مواجهة هذا النص تخبطا لا حدود له وهم عاجزون عجزا واضحا عن تحديد الأئمة الاثني عشر الذين قصدهم الرسول وربط عزة الإسلام بهم . [27] . يروي ابن حجر عن أحد الفقهاء قوله : لم ألق أحدا يقطع في هذا الحديث - أي رواية الاثني عشر - بشئ معين . [28] . وهذا التخبط بين الفقهاء في تحديد شخصية الأئمة الاثني عشر إنما يعود إلى حصر مصدر التلقي في محيط الإسلام الأموي . وبالطبع لن يجدوا بين نصوص هذا الإسلام ومفاهيمه ما يهديهم إلى حقيقة مراد الرسول ومعرفة الأئمة الاثني عشر الذين قصدهم وأشار إليهم . . لو أطلع هؤلاء الفقهاء على خط آل البيت وتعرفوا على الإسلام النبوي وكسروا حواجز السياسة لأمكن لهم تحديد هوية الأئمة الاثني عشر . . إن ربط مستقبل الإسلام بالحكام لا يمكن أن يكون مقصد الرسول صلى الله وسلم فهؤلاء الحكام لا تنبأ سيرتهم بتقوى أو ورع أو دين يمكن أن يربط مستقبل الإسلام بهم . وأن ربط الفقهاء قضية الاثني عشر بالحكام إنما يبرهن على خضوعهم للسياسة وتطويعهم النصوص لأهدافها . . والإسلام النبوي يحدد لنا الأئمة الاثني عشر في الشخصيات التالية :
[26] المرجع السابق . . [27] المرجع السابق . ولمزيد من المعرفة حول تخبط القوم في شرح حديث الاثني عشر أنظر مقدمة كتاب تاريخ الخفاء للسيوطي . وكشف المشكل لابن الجوزي . . [28] أنظر فتح الباري ج 13 / 211 . وبقول ابن الجوزي : قد أطلت البحث في معنى هذا الحديث وتطلبت مظانه وسألت عنه فلم أقع على المقصود به . . أنظر كشف المشكل . .
158
نام کتاب : السيف والسياسة نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 158