نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 633
الفكر الشيعي الإسماعيلي بالخصوص ، لأن الحرب مع الدولة الفاطمية كانت قائمة على قدم وساق . وكتاب " فضائح الباطنية " ألفه أحد كبار المدرسين بهذه النظاميات ، وهو الغزالي المدرس في نظامية بغداد . لكن تمكن الشوافع الأشاعرة " أهل السنة " وانتشار نفوذهم ، سيدفعهم لتصفية الحسابات القديمة مع منافسيهم داخل الإطار السني . وهم بالطبع حشوية الحنابلة الذين كانوا يكفرون الأشعري ويتعرضون للشوافع بالسب والقتل في بعض الأحيان . انطلق أهل السنة " ينتصرون لمذهب الأشعري ويعرضون بخصومهم من الحنابلة لما يعتقدونه من التشبيه والتجسيم . وكثيرا ما كان هذا السلوك يثير حفيظة الحنابلة ، فتثور الفتن بين الفريقين . وكان نظام الملك يقف بكل ثقله إلى جانب هؤلاء الأساتذة الذين يرسلهم " [32] إلى النظاميات ويعينهم فيها . * أهل السنة يكفرون الحنابلة : بل استطاع هؤلاء الأساتذة أن يصرحوا بكفر الحنابلة من على المنابر . فقد ذهب الشريف أبو القاسم البكري المغربي ، وهو مدرس بالنظامية ، إلى جامع المنصور وهو مركز تجمع الحنابلة . " في حراسة الشرطة ووعظ به ، وهاجم الحنابلة ، ورماهم بالكفر قائلا : " ما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا . . " ما كفر أحمد بن حنبل ، إنما كفر أصحابه ، فرماه الحنابلة بالآجر " [33] وهذا القول يؤكد دعوانا بأن المذهب الفقهي والأصولي إنما اختلق وصنع للإمام أحمد بن حنبل وليس له . وفي ( عام 566 ه ) جاء إلى بغداد محمد بن البروي ، فوعظ بالنظامية ، ونصر مذهب الأشعري وبالغ في ذم الحنابلة ، وكان يقول : " لو كان لي أمر
[32] التاريخ السياسي والفكري ، م س ، ص 219 - 220 . [33] المنتظم ، ج 9 ص 403 ، والكامل ، ج 10 ص 124 . أنظر المرجع السابق ، ص 243 .
633
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 633