نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 631
تفكير في ربط علاقات سرية سياسية مع الدولة الفاطمية أو دعاتها ، الذين يجوبون أرض الخلافة العباسية دون أن يعرفهم أحد . وعليه فشيعة بغداد كانوا يدفعون ثمن انتصار الفاطميين وتهديدهم للخلافة العباسية . لكن شدة الصراع وتكاثف السلطة العباسية والحنابلة على الشيعة ، كان يواكب تراجع قوة البويهين في العراق ، الذين لم يخفوا تعاطفهم مع الشيعة الإمامية ، وبداية ظهور السلاجقة الأتراك في أقصى الشرق الإسلامي ، وبما أنهم كانوا سنة ، فقد انبعث في الخلافة العباسية أمل في استعادة بعض ما ضاع من بريقها وقوتها ، هذا الأمل الذي ترجمه القادر العباسي بتزعمه حركة قمع البدع . والانتصار للسنة . إن الملابسات السياسية في هذه الفترة كانت دقيقة ومعقدة ، والسياسة وحدها هي التي كانت تمسك بخيوط اللعبة . أما حشوية الحنابلة فكانوا مجرد أدوات ، ينفذون سياسة ماكرة ، ولا يقولن أحد أن العقيدة وحدها هي التي كانت تتحكم في هؤلاء الحشوية وتحركهم . لأنهم كانوا ينقمعون عندما يأمر السلطان بذلك . بل المضحك والمبكي في آن هو ما كان يقع بين الجانبين من صلح في بعض الأحيان . يقول ابن الأثير عن سنة ( 442 ه ) ، " بادرت الفئتان إلى الصلح ، وأخذ الشيعة يترحمون على الصحابة ، ويصلون في مساجد السنة ، وتبادل كل فريق أذان الفريق الآخر ، فأخذ الشيعة بالصلاة خير من النوم ، وأذن السنة بحي على خير العمل [30] . إذن أين موقع البدعة هنا ؟ ! وكيف يؤذن الحنابلة بحي على خير العمل ، وقد كانوا يكفرون الشيعة من أجل ذلك ؟ ! أما الشيعة فإنهم لا يكفرون الحنابلة أو أهل السنة ، وليس الأذان عندهم أصلا من أصول الدين حتى لو
[30] الكامل ، ج 9 ، ص 561 . والعبر ، ج 3 ، ص 199 ، أنظر المرجع السابق ، ص 183 .
631
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 631