نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 556
يقول صائب عبد الحميد : إن الجمود على ما يفهم من ظاهر اللفظ لأول وهلة يعد أكبر الخطأ ، وليس هو شأن العرب الذين نزل القرآن بلغتهم . ففي قوله تعالى * ( واعتصموا بحبل الله جميعا ) * هل قال أحد أن الحبل هنا هو ما نفهمه من لفظ الحبل . فعلينا أن ننتظر حبلا بأوصاف خاصة يتدلى من جهة الفوق كما يريد الحشوية ، لنعتصم به ؟ ! . إنهم أجمعوا هنا على تأويل الحبل بمعاني أخرى ، فقالوا : هو الإسلام أو القرآن ، أو الثقلان كتاب الله وعترة رسوله ، اللذان ورد الأمر بالتمسك بهما . إن من ينكر ضرورة التأويل في أمثال هذه الألفاظ فقد ارتكب جهلا وخطأ كبيرا . . وإن من ينكر تأويل السلف لآيات الصفات فقد افترى عليهم فرية كبيرة [42] . وعلى ذكر الصحابة وأهل البيت لا بأس من أن نختم كلامنا في هذه القضايا الشائكة . بكلام سيد العارفين وأمير الموحدين والمنزهين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، الذي يقول في خطبة الأشباح : " الحمد لله الذي لا يفره المنع والجود ، ولا يكديه الإعطاء والجود ، إذ كل معط منتقص سواه ، وكل مانع مذموم ما خلاه ، وهو المنان بفوائد النعم . . الأول الذي لم يكن له قبل فيكون شئ قبله ، والآخر الذي ليس له بعد فيكون شئ بعده ، والرادع أناسي الأبصار عن أن تناله أو تدركه ، ما اختلف عليه دهر فيختلف منه الحال ، ولا كان في مكان فيجوز عليه الانتقال . فانظر أيها السائل : فما دلك القرآن عليه من صفته فائتم به ، واستضئ بنور هدايته ، وما كلفك الشيطان علمه مما ليس في الكتاب عليك فرضه ، ولا في سنة النبي صلى الله عليه وآله وأئمة الهدى أثره ، فكل علمه إلى الله سبحانه . فإن ذلك منتهى حق الله عليك ، واعلم أن الراسخين في العلم هم الذين أغناهم عن اقتحام السدد المضروبة دون الغيب ، ولا تقدر عظمة الله
[42] ابن تيمية في صورته الحقيقية ، الغدير ، بيروت ط 1 1995 م ، ص 20 .
556
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 556