نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 545
مذهب السلف ، وأما المشبهة فلا يقولون بالتفويض ، بل يحملون على الاستقرار والجلوس والحركة ونحوها مما هو شأن الأجسام تعالى الله عن خيالات الوثنية . والخلف يخرجونها على معان لا تنافي التنزيه على طبق استعمالات العرب ، من غير تحكم على مراد الله تعالى ، فالسلف والخلف متفقون على التنزيه والبعد عن التشبيه [16] . أما ابن حزم وهو ممن يتكلم باسم السلف فيرى " أن معنى قوله تعالى * ( على العرش استوى ) * أنه فعل فعله في العرش وهو انتهاء خلقه إليه ، فليس بعد العرش شئ " [17] . وهنا تجدر الإشارة إلى أن ابن تيمية وغيره من السلفيين المعاصرين الذين يعتقدون بالاستواء حقيقة ، يستشهدون بقول الإمام مالك بن أنس : حيث سئل عن الاستواء ، فرد " الاستواء معلوم والكيف مجهول ؟ " إلا أن أهل السنة يرفضون هذه العبارة وما يمكن أن تشير إليه من معنى . فقد روى اللالكائي في شرح السنة بالسند أن الإمام قال في جوابه : " الاستواء مذكور ، والكيف غير معقول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة " إلى آخره . فمن رواه " الاستواء معلوم والكيف مجهول " ينبغي أن ترد روايته إلى هذا المعنى ، يعني الاستواء معلوم الورود في الكتاب ، فيرجع إلى قوله في الرواية السابقة " الاستواء مذكور " وقوله : والكيف مجهول . أي لا تعلم له ماهية بالمعنى المتعارف ، ولا يعقل له وجود فيما يتعلق بجناب الحق جل وعلا . . " [18] . أما السلفية فسر اختيارهم لرواية " الاستواء معلوم والكيف مجهول " فلأنهم
[16] المرجع السابق ، ص 406 - 407 . [17] نفسه ، ص 409 أنظر الهامش . [18] فرقان القرآن بين صفات الخلق وصفات الأكوان ، مقدمة الشيخ سلامة القضاعي الشافعي ، ملحق بالأسماء والصفات ، ص 16 - 17 .
545
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 545