نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 452
الطبري صاحب التاريخ والتفسير ومنعوا من دفنه لما مات ، فكان أن دفن في داره ليلا . يقول ابن خزيمة " ما أعلم على الأرض أعلم من محمد بن جرير ، ولقد ظلمته الحنابلة " [113] . أما ابن عقيل الحنبلي فله معهم قصة طويلة ذكرها أصحاب التواريخ . لقد كان ابن عقيل يتردد على بعض شيوخ المعتزلة ويأخذ عنهم ولما علم الحنابلة بدلك ، وقيل أنهم اطلعوا على كتب له فيما تعظيم للمعتزلة وترحم على الحلاج . طلبوه وأرادوا أذيته ، فاختفى عنهم مخافة التنكيل به . لكن الرجل لم يستطع الاستمرار في الاختفاء " فكتب بخطه كتابا يقر على نفسه بالخطأ ويبرأ منه ويعطي إمام المسلمين الحق في التنكيل به إذا ظهر منه فيما بعد شئ مماثل لما كان عليه [114] . لكن لا بد من الإشارة إلى أن هذا الإرهاب الفكري والعقائدي ، لم يجعل ابن عقيل يتنازل عن أفكاره ومعتقداته ، وإن كان قد كتب توبته منها . فقد ذكر ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة . عند ترجمته لابن عقيل بأنه كان " يظهر منه في بعض الأحيان نوع انحراف عن السنة ، وتأول بعض الصفات . ولم يزل فيه بعض ذلك إلى أن مات رحمه الله " [115] . وإذن فقد كانت توبته تقية وخوفا من الحنابلة . وابن رجب عندما يقول " وتأول لبعض الصفات " إنما يعني مخالفته لاعتقادهم التشبيه والتجسيم ، وقد تبرأ من هذه العقيدة ابن الجوزي كذلك وهو من الحنابلة ورد على عامة أهل المذهب . كما تعرضوا ليحيى بن معين وعلي المدني وغيرهم من علماء وفقهاء المذاهب الإسلامية . فهذا عبد الله الأنصاري الهروي الذي كان يوصي الناس بأن يتحنبلوا " يلعن الأشعري " والأشاعرة ، لأنهم لا يعتقدون إن الله عز وجل
[113] المرجع نفسه ، ج 1 ص 38 ، عن العبر ، للذهبي ج 2 ص 146 . [114] نفس المصدر ، ص 37 . [115] نفس المصدر ، ج 1 ص 33 .
452
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 452