responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 405


لأن النظرية الوهابية تمتلك قصورا ذاتيا إذ لا يعدو تفكيرها قضايا التوحيد التي فهمت بطريقة منحرفة وغير صحيحة وأدى ذلك إلى وصم جميع المسلمين بالكفر والشرك .
كما أن استمرارية الوهابية وإتاحة الفرصة لها بعد ذلك لكي تتطور لم ينجم عنه تطور مهم ، والواقع المعاصر دليل على ما نقول . بل يمكن أن نسجل شهادة للتاريخ بأن انتشار الفكر الوهابي اليوم يشكل انتكاسة عظيمة للفكر والإبداع الإسلامي . فالوهابيون مع تطورهم وانفتاحهم على العالم لم تتغير مواضيع بحثهم ونقاشهم ، فليس هناك في عالم الفكر الإسلامي سوى " القبور ، والتوسل وعذاب القبر ، والتداوي بالأعشاب والحبة السوداء ، وكذا جزئيات الطهارة والصلاة وغيرها من المواضيع البسيطة " ؟ ! .
ويذهب بعض المؤرخين إلى أن الصدام بين الإخوان والملك كان ضروريا .
لأنهم بدأوا يزعجون الدولة ورجالها وبدأوا يخلقون للملك المشاكل الكثيرة بل إنه هو نفسه قد ضاق بهم ضرعا لكثرة تدخلهم في تصرفاته وسلوكه ، فكان لا بد أن يصطدم معهم ، لقد أنهوا مهمتهم ، وتم استغلال حماستهم بنجاح وقد آن الأوان للتخلص منهم ووضع حد لانضباطهم وجعلهم رعية مسالمة وصالحة تخضع لسياسة الدولة وتعاليم الملك بصرامة وحرفية .
ونحن نعتقد أن هذا الطرح جاء نتيجة لتطور طبيعي سرعت خطواته بساطة الإخوان وسذاجتهم وعدم معرفتهم بتعقد القضايا السياسية من حولهم . لذلك خسروا المعركة باكرا وانسحبوا من الساحة ، لإفساح المجال للدولة كي تأخذ مكانها في خضم الصراعات الإقليمية والدولية آنذاك [71] .



[71] يقول محمد جلال كشك " زعم فيلبي أن الوهابية في المرحلة الأولى فقدت زخمها عندما توسعت فوق طاقتها فانهزمت . . . وهكذا خسروا الأرض والحركة ، بينما كان عبد العزيز أكثر ذكاء في نظر فيلبي ! لأنه قاد حركة الوهابيين حتى بنوا مملكة في حدود معقولة ، ثم تخلص منهم في الوقت المناسب ، دون أن يخسر شبرا واحدا من أرضه فقد استخدم نفس الشعار إن في تكوين الأرطاوية والغطغط وحركة الإخوان . وتخير الوقت المناسب تمام لفتح الحجاز ولكن كان عليه أن يقتل فرنكنشتاين قبل أن يقتله " ويقصد بفرنكنشتاين " حركة الإخوان " وفيلبي الذي يقول عنه كشك زعم هو أعرف بخبايا الأمور وما كان عليه الوضع داخل الجزيرة أثناء قيام الدولة السعودية الثالثة لأنه كان ملازما للملك عبد العزيز ومستشاره الخاص والمبعوث السري لبريطانيا العظمى لمراقبة الوضع عن كثب . وأشير هنا إلى أن الكتاب الغربيين والمبعوثين لمهام خاصة في العالم الإسلامي ، وإن اتهموا بتحريف بعض الحقائق أو عدم فهم الظواهر الاجتماعية ، أسبابها ومحركاتها فإنهم أقل تزلفا بكثير من الكتاب العرب عندما يتعلق الأمر بالكتابة حول القيادات السياسية العربية بل أكثر عقلانية وبعدا عن الميتافيزيقا في وصفهم وتحليلهم للواقع الشخصي والنفسي والعملي لهذه القيادات أو الأحزاب .

405

نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 405
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست