نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 299
الصليبية الحاقدة في الغرب الإسلامي وتهجير أهل الأندلس وتنصيرهم . ففي الوقت الذي كان حريا عليه وعلى باقي العلماء ، تنبيه المسلمين للملمة أوضاعهم وأن يأخذوا العبرة بما وقع لهم من مآسي كان الشيخ يثير الفتن الداخلية بفتاويه الشاذة التي تصدع البنيان الداخلي للأمة ، حيث يتحول الاستعداد لجهاد العدو المتربص بالإسلام والمسلمين إلى اقتتال بين طوائف المسلمين وسفك دماء بعضهم البعض بفتاوي جريئة تكفر البعض وتبدع وتضلل الآخرين . وهكذا اجتمعت سيوف المغول في الشرق ومحاكم التفتيش في الغرب معضدة بفتاوى " شيخ الإسلام " في الشام ومصر بتبديع وتضليل وتكفير المسلمين ، لتجهز على ما تبقى من حضارة كان يراد لها ولدعاتها الأوائل أن يسودوا العالم وأن تسود معهم قيم الحق والعدل والإنسانية ، ليكون الدين لله وحده ولكي لا يعبد على الأرض سواه عز وجل . وكم كان ابن عطاء الله الإسكندري مصيبا ومحقا عندما أشار على الشيخ ابن تيمية بأن يشتغل بما هو أجدى ، بدفع الظلم وحماية العدل المنتهك وتقييد أيدي الحاكم الظالم عن نشر الفساد والظلم في الرعية . لكن لا حياة لمن تنادي ؟ ! . و هكذا ذهبت جهود الشيخ الحنبلي وفتاواه أدراج الرياح فلم ينته المسلمون على شد الرحال لزيارة قبر نبيهم عليه وعلى آله الصلاة والسلام ، وطلب الشفاعة منه والدعاء عند قبره وقبور الأولياء ، وبناء المساجد والأضرحة قرب قبور الصالحين . كما أن علماء أهل السنة لم يشكوا لحظة في توحيد إمامهم الأشعري وأنه خلاصة التنزيه والرد الوافر على من إعتقد التجسيم والتشبيه . لكن آراء الشيخ بقيت محفوظة في بطون الكتب وعلى رفوف المكتبات ،
299
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 299