نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 293
شهاب الخفاجي والقسطلاني . فقد ادعى ابن تيمية مثلا بأن الحكاية التي رواها أبو حسن علي بن فهر في كتابه فضائل مالك وأوردها أيضا القاضي عياض في " الشفا " وهي : " أن مالك أمر أبو جعفر المنصور باستقبال قبر النبي ( ص ) والدعاء عنده " ، لا تصح عن مالك وإنما هي مفتراة عليه . والذي دعى الشيخ الحنبلي لقول ذلك ليس التحقيق العلمي . لأن أصحاب مالك يقولون بأن إسناد الرواية صحيح . وليس فيه كذاب أو وضاع . ولكن الشيخ لما ابتدع له مذهبا بعدم تعظيم القبور كان يدفع كل ما يرد عن السلف من أقوال أو أفعال يفهم منها التعظيم . فهو ، يقول الشيخ الزرقاني المالكي : إذا لم يجد له شبهه واهية يدفع بها زعمه انتقل إلى دعوى أنه كذب على من نسب إليه ، مباهتة ومجازفة وقد أنصف من قال فيه : علمه أكبر من عقله [117] . وهكذا تتوالى الردود على الشيخ من طرف علماء وفقهاء المذاهب الأربعة لتبرئة السلف مما يدعيه مذهبا لهم . إن مذهب الشيخ الحراني عند التحقيق ليس إلا مجمل اجتهاداته وترجيحاته وأفكاره المتباينة ، وضعت في قالب سماه وأطلق عليه " مذهب السلف " أو ما كان عليه السلف وهم من عاش في القرون الثلاثة الأولى من تاريخ الإسلام . * * *
[117] الشيخ يوسف بن إسماعيل النبهاني ، رئيس محكمة الحقوق العليا بيروت سابقا . شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق ( ص ) ، ضمن كتاب علماء المسلمين والوهابيون ، لحسين حلمي الاستانبولي ، ص 187 .
293
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 293