نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 291
السلف " [114] . هذه المخالفة التي سيرفضها أهل السنة والجماعة ، الذين يعتبرون أن الباء في بعض الآيات القرآنية مثل " فأنزلنا به الماء " و " فأخرجنا به من كل الثمرات " لا تفيد السببية الحقيقية ، وإن اعتقاد ذلك " كفر وشرك بالله عز وجل باتفاق الملة وبدلالة النصوص القرآنية القاطعة [115] . طبعا نحن هنا لا ننتصر لرأي الدكتور البوطي على إطلاقه وإنما أوردنا هذه المسألة الشائكة ، والتي أدلى الشيخ الحراني بدلوه فيها ، فقط لتأكيد ما ذهبنا إليه من أن الشيخ قد خاض غمار الفلسفة وعلم الكلام وأنه أبحر بعيدا جدا عن شاطئ السلف . على الأقل كما يفهم هو من مصطلح السلف . وأصحابه اليوم عاجزون تماما عن إيجاد مستند تاريخي يثبت أن الصحابة والتابعين وأئمة المذاهب الفقهية ، قد اشتغلوا بهذه المواضيع الفلسفية والكلامية الدقيقة ، فضلا عن الدراسة والتحليل وترجيح الآراء والانتصار لبعضها دون الآخر ، كما فعله الشيخ الحنبلي ! والحقيقة أننا لا نعيب عليه ذلك فطلب العلم ونشدان الحقيقة فرض عقلي وشرعي . وإنما المذموم هو أن نحرم على الناس ما أبحناه لأنفسنا . وأن نمنعهم من تذوق لذة المعرفة والبحث ، كما أن احتكار الحقيقة فيه من الغرور والتطاول على الحقيقة ما فيه . ولا شك أن التعدد في الآراء والاستنتاجات يغذي ميدان المعرفة وينعشه ، وإنما الحكمة ضالة المؤمن . ولا يمكن لأحد أن يصد باب المعرفة والبحث بحجة أن بعضا من الصحابة لم يفعلوا ذلك أو أن النتائج التي نتوصل إليها لم يعرفها هؤلاء أو غيرهم من السلف . لقد أجمع الباحثون على أن " شيخ الإسلام " قد توصل في معالجته لكثير من قضايا العقائد إلى ما لم يرد عن السلف . أو عرف عنهم ، وكتب التاريخ
[114] الرد على المناطقة لابن تيمية ، مجموع الفتاوى ، ج 9 ص 287 ، أنظر ، المرجع السابق ص 174 . [115] السلفية ، ص 175 .
291
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 291