نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 274
وتزويرا للحقيقة وافتراءا على الشيخ ابن عربي الذي يقول في فتوحاته دفاعا عن الأنبياء جميعا وتنزيها لهم مما يصفهم به اليهود من نواقص : " فواجب على المذكر إقامة حرمة الأنبياء عليهم السلام والحياء من الله أن لا يقلد اليهود فيما قالوا في حق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من المثالب ونقلة المفسرين خذلهم الله [85] . والحقيقة أنني أقف حائرا في تحقيق كلام رجل يسميه أصحابه " شيخ الإسلام " يفتري على رجل كلامه كله مدح في الأنبياء والدعوة لاتخاذهم أسوة ، وتنزيههم عن النواقص . وكتبه تطفح بهذه المعاني السامية في حقهم عليهم السلام . " وابن تيمية يدعي على الصوفية وابن عربي خاصة أنهم يفضلون خاتم الأولياء على خاتم الأنبياء : يقول : ومنهم - أي الصوفية - من يدعي أن خاتم الأولياء أفضل من خاتم الأنبياء من جهة العلم بالله ، وأن الأنبياء يستفيدون العلم بالله من جهته ، كما زعم ذلك ابن عربي صاحب كتاب ( الفتوحات المكية ) وكتاب ( الفصوص ) ، فخالف الشرع والعقل مع مخالفته جميع أنبياء الله وأوليائه " [86] . أما ابن عربي فإنه يقول : إن شرط أهل الطريق - يعني مشايخ الصوفية - في ما يخبرون عنه من المقامات والأحوال أن يكون عن ذوق ولا ذوق لنا ولا لغيرنا ولا لمن ليس بنبي صاحب شريعة في نبوة التشريع ولا في الرسالة ، فكيف نتكلم في مقام لم نصل إليه أو على حال لم نذقه لا أنا ولا غيري ممن ليس بنبي ذي شريعة من الله ، ولا رسول ؟ ! حرام علينا الكلام فيه . وقال أيضا : حضرت في مجلس فيه جماعة من العارفين ، فسأل بعضهم بعضا : من أي مقام سأل موسى الرؤية ؟ . فقال الآخر : من مقام الشوق . فقلت له : لا تفعل ، أصل الطريق نهايات الأولياء بدايات الأنبياء فلا ذوق
[85] المرجع السابق ، ص 22 . [86] الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ، ص 80 .
274
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 274